37477 - عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال : كان عمرو بن معد يكرب قال لقيس بن مكشوح المرادي حين انتهى إليهم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلّم : يا قيس أنت سيد قومك اليوم وقد ذكر لنا أن رجلا من قريش يقول له ( محمد ) خرج بالحجاز يقول : إنه نبي فانطلق بنا إليه حتى نعلم علمه . فإن كان نبيا كما يقول فإنه لن يخفى علينا إذا لقيناه فاتبعناه وإن كان غير ذلك علمنا علمه فإنه إن سبق إليه رجل من قومك سادنا وترأس علينا وكنا له أذنابا فأبى عليه قيس وسفه رأيه فركب عمرو بن معد يكرب في عشرة من قومه حتى قدم المدينة فأسلم ثم انصرف إلى بلاده فلما بلغ قيس بن مكشوح خروج عمرو أوعد عمرا وتحطم وقال : خالفني وترك رأيي وجعل عمرو يقول : يا قيس قد خبرتك أنك تكون ذنبا تابعا لفروة بن مسيك وجعل فروة يطلب قيس بن مكشوح كل الطلب حتى هرب من بلاده وأسلم بعد ذلك ولما ظهر العنسي خافه قيس على نفسه فجعل يأتيه ويسلم عليه ويرصد له في نفسه ما يريد ولا يبوح به إلى أحد حتى دخل عليه وقد وثق فيروز الديلمي عنقه وجعل وجهه في قفاه وقتله فجز قيس رأسه ورمى به إلى أصحابه ثم خاف من قوم العنسي فعدا على داذويه فقتله ليرضيهم بذلك وكان داذويه فيمن حضر قتل العنسي أيضا فكتب أبو بكر إلى المهاجر بن أبي أمية أن ابعث إلي بقيس في وثاق فبعث به إليه فكلمه عمر في قتله وقال اقتله بالرجل الصالح - يعني داذويه - فإن هذا لص عاد فجعل قيس يحلف ما قتله فأحلفه أبو بكر خمسين يمينا عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلّم : ما قتلته ولا أعلم له قاتلا ثم عفا عنه وكان عمر يقول : لولا ما كان من عفو أبي بكر لقتلتك بداذويه فيقول قيس : يا أمير المؤمنين قد والله أشعرتني ما يسمع هذا منك أحد إلا اجترأ علي وأنا براء من قتله فكان عمر يكف بعد عن ذكره ويأمر إذا بعثه في الجيوش أن يشاور ولا يجعل إليه عقد أمر ويقول : إن له علما بالحرب وهو غير مأمون .
ابن سعد