37420 - عن عبد الله بن الزبير قال : لما كان يوم الفتح أسلمت أم حكيم بنت الحارث بن هشام امرأة عكرمة بن أبي جهل ثم قالت أم حكيم : يا رسول الله قد هرب عكرمة منك إلى اليمن وخاف أن تقتله فآمنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : هو آمن فخرجت في طلبه ومعها غلام لها رومي فراودها عن نفسها فجعلت تمنيه حتى قدمت به حي من عك فاستعانتهم عليه فأوثقوه رباطا وأدركت عكرمة وقد انتهى إلى ساحل من سواحل تهامة فركب البحر فجعل نوتى السفينة يقول له : أخلص قال : أي شيء أقول ؟ قال : قل : لا إله إلا الله قال عكرمة : ما هربت إلا من هذا فجاءت أم حكيم على هذا الأمر فجعلت تلح عليه وتقول : يا ابن عم جئتك من عند أوصل الناس وأبر الناس وخير الناس لا تهلك نفسك فوقف لها حتى أدركته فقالت : إني قد استأمنت لك رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال : أنت فعلت ؟ قالت : نعم أنا كلمته فآمنك فرجع معها وقالت ما لقيت من غلامك الرومي - وخبرته خبره فقتله عكرمة وهو يومئذ لم يسلم فلما دنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم من مكة قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم لأصحابه : يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمنا مهاجرا فلا تسبوا أباه فإن سب الميت يؤذي الحي ولا يبلغ الميت قال : وجعل عكرمة يطلب امرأته يجامعها فتأبى عليه وتقول : إنك كافر وأنا مسلمة فيقول : إن أمرا منعك مني لأمر كبير فلما رأى النبي صلى اله عليه وسلم عكرمة وثب إليه وما على النبي صلى الله عليه وسلّم رداء فرحا بعكرمة ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وسلّم فوقف بين يديه ومعه زوجته متنقبة فقال : يا محمد إن هذه أخبرتني أنك آمنتني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : صدقت فأنت آمن .
قال عكرمة فإلى م تدعو يا محمد ؟ [ فقال ؟ ؟ ] أدعوك إلى أن تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وأن تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتفعل وتفعل حتى عد خصال الإسلام فقال عكرمة : والله ما دعوت إلا إلى الحق وأمر حسن جميل قد كنت والله فينا قبل أن تدعو إلى ما دعوت إليه وأنت أصدقنا حديثا وأبرنا برا ثم قال عكرمة : فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فسر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلّم ثم قال : يا رسول الله علمني خير شيء أقوله فقال : تقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فقال عكرمة : ثم ماذا ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : تقول : أشهد الله وأشهد من حضر أني مسلم مجاهد مهاجر فقال عكرمة ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : لا تسألني اليوم شيئا أعطيه أحدا إلا أعطيتكه قال عكرمة : فإني أسألك أن تستغفر لي كل عداوة عاديتكها أو مسير أوضعت فيه أو مقام لقيتك فيه أو كلام قلته في وجهك أو أنت غائب عنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : اللهم اغفر له كل عداوة عادانيها وكل مسير سار فيه إلى موضع يريد بذلك المسير إطفاء نورك واغفر له ما نال مني من عرض في وجهي أو غائب عنه فقال عكرمة : رضيت يا رسول الله ثم قال عكرمة : أما والله يا رسول الله لا أدع نفقة كنت أنفقتها في صد عن سبيل الله إلا أنفقت ضعفها في سبيل الله ولا قتالا كنت أقاتل في صد عن سبيل الله إلا أبليت ضعفه في سبيل الله ثم اجتهد في القتال حتى قتل شهيدا فرد رسول الله صلى الله عليه وسلّم امرأته بذلك النكاح الأول . قال الواقدي عن رجاله : وقال سهيل بن عمرو يوم حنين : لا يختبرهما محمد وأصحابه قال : يقول له عكرمة : إن هذا ليس يقول إنما الأمر بيد الله وليس إلى محمد من الأمر شيء إن أديل عليه اليوم فإن له العاقبة غدا . قال يقول سهيل : والله إن عهدك بخلافة لحديث قال : يا أبا يزيد إنا كنا والله نوضع في غير شيء وعقولنا عقولنا نعبد حجرا لا يضر ولا ينفع .
الواقدي ( كر )