37283 - عن أبي رافع قال : وجه عمر بن الخطاب جيشا إلى الروم وفيهم رجل يقال له عبد الله بن حذافة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم فأسره الروم فذهبوا به إلي ملكهم فقالوا له : إن هذا من أصحاب محمد فقال له الطاغية : هل لك أن تنصر وأشركك في ملكي وسلطاني ؟ فقال له عبد الله : لو أعطيتني جميع ما تملك وجميع ما ملكته العرب على أن أرجع عن دين محمد صلى الله عليه وسلّم طرفة عين ما فعلت قال : إذن أقتلك قال : أنت وذاك فأمر به فصلب وقال للرماة : ارموه قريبا من يديه قريبا من رجليه وهو يعرض عليه وهو يأبى ثم أمر به فأنزل ثم دعا بقدر فصب فيها ماء حتى احترقت ثم دعا بأسيرين من المسلمين فأمر بأحدهما فألقي فيها وهو يعرض عليه النصرانية وهو يأبى ثم أمر به أن يلقى فيها فلما ذهب به بكى فقيل له إنه قد بكى فظن أنه جزع فقال : ردوه فعرض عليه النصرانية فأبى قال : فما أبكاك إذن ؟ قال : أبكاني أني قلت في نفسي : تلقى الساعة في هذه القدر فتذهب فكنت أشتهي أن يكون بعدد كل شعرة في جسدي نفس تلقى في الله قال له الطاغية : هل لك أن تقبل رأسي وأخلي عنك ؟ فقال له عبد الله : وعن جميع أسارى المسلمين ؟ قال : وعن جميع أسارى المسلمين قال عبد الله : فقلت في نفسي عدو من أعداء الله أقبل رأسه يخلي عني وعن أسارى المسلمين لا أبالي فدنا منه فقبل رأسه فدفع إليه الأسارى فقدم بهم على عمر فأخبر عمر بخبره فقال عمر : حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة وأنا أبدأ فقام عمر فقبل رأسه .
( هب كر )