37125 - عن سلمان قال : كنت في أهلي برامهرمز وكنت أختلف إلى معلمي الكتاب وكان في الطريق راهب فكنت إذا مررت جلست عنده فيخبرني من خبر السماوات والأرض ونحو من ذلك حتى اشتغلت عن كتابتي ولزمته فأخبر أهلي المعلم وقال لهم : إن هذا الراهب قد أفسد ابنكم فأخرجوه فاستخفيت منهم فخرجت معه حتى جئنا الموصل فوجدنا فيها أربعين راهبا فكان بهم من التعظيم للراهب الذي جئت معه شيء عظيم فمكثت معه أشهرا فمرضت فقال راهب منهم : إني ذاهب إلى بيت المقدس فأصلي فيه ففرحت بذلك فقلت : أنا معك فخرجت فما رأيت أحدا كان أصبر على شيء منه كان يمشي فإذا رآني أعييت قال : ارقد وقام يصلي وكان كذلك لم يطعم يوما حتى جئنا بيت المقدس فلما قدمناه رقد وقال لي : إذا رأيت الظل ههنا فأيقظني فلما بلغ الظل ذلك المكان أردت أن أوقظه ثم قلت : سهر ولم يرقد والله لأدعنه قليلا فتركته ساعة فاستيقظ فرأى الظل قد جاوز ذلك المكان فقال : ألم أقل لك أن توقظني قلت : كنت لم تنم فأحببت أن أدعك تنام قليلا قال : إني لا أحب أن تأتي علي ساعة إلا وأنا أذكر الله فيها ثم دخلنا بيت المقدس فإذا سائل مقعد يسأل فسأله فلا أدري ما قال له فقال له المقعد : دخلت ولم تعطني شيئا وخرجت ولم تعطني شيئا قال : هل تحب أن تقوم ؟ قال : نعم فدعا له فقام فجعلت أتعجب وابتعد فسهوت فذهب الراهب ثم خرجت اتبعه وأسأل عنه فلقيت ركبا من الأنصار فسألتهم عنه فقلت أرأيتم رجلا كذا وكذا ؟ فقالوا : هذا عبد آبق فأخذوني وأدفوني خلف رجل منهم حتى قدموا بي المدينة فجعلوني في حائط لهم فكنت أعمل هذا الخوص ( الخوص : ورق النخل والمقل والنارجيل وما شاكلها . والخواص : بائع الخوص . والذي يعمل الأشياء منه . المعجم الوسيط 1 / 262 . ب ) وقد كان الراهب قال : إن الله لم يعط العرب من الأنبياء أحدا وإنه سيخرج منهم نبي فإن أدركته فصدقه وآمن به . وإن آيته أن يقبل الهدية ولا يأكل الصدقة وإن في ظهره خاتم النبوة فمكثت ما مكثت ثم قالوا : جاء النبي صلى الله عليه وسلّم إلى المدينة فخرجت معي بتمر فجئت إليه به فقال : ما هذا : قلت : صدقة قال : لا نأكل الصدقة فأخذته : ثم أتيته بتمر فوضعته بين يديه فقال : ما هذا قلت : هدية فأكل وأكل من كان عنده ثم قمت وراء ظهره لأنظر إلى الخاتم ففطن بي فألقى رداءه عن منكبيه فأبصرته فآمنت به وصدقته فكاتبت على مائة نخلة فغرسها رسول الله صلى الله عليه وسلّم بيده فلم يحول الحول حتى بلغت وأكل منها .
( عب )