37075 - عن زياد بن الحارث الصدائي قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم فبايعته على الإسلام وأخبرت أنه بعث جيشا إلى قومي فقلت : يا رسول الله اردد الجيش فأنا لك بإسلام قومي وطاعتهم فقال لي : اذهب فردهم فقلت : يا رسول الله إن راحلتي قد كلت فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلّم رجلا فردهم قال الصدائي : وكتب إليهم كتابا فقدم وفدهم بإسلامهم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلّم : يا أخا صداء ( صداء : الصداء كغراب : حي باليمن منهم زياد بن الحارث الصدائي . 1 / 20 . القاموس المحيط . ب ) إنك لمطاع في قومك ؟ فقلت : بل الله هو هداهم للإسلام فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلّم : أؤمرك عليهم فقلت : بلى يا رسول الله فكتب لي كتابا فقلت : يا رسول الله مر لي بشيء من صدقاتهم قال : نعم فكتب لي كتابا آخر . قال الصدائي : وكان ذلك في بعض أسفاره فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلّم منزلا فأتاه أهل ذلك المنزل يشكون عاملهم ويقولون : آخذنا بشيء كان بيننا وبين قومه في الجاهلية فقال النبي صلى الله عليه وسلّم : أو فعل ؟ فقالوا : نعم .
فالتفت النبي صلى الله عليه وسلّم إلى أصحابه وأنا فيهم فقال : لا خير في الإمارة لرجل مؤمن قال الصدائي : فدخل قوله في نفسي ثم أتاه آخر فقال : يا نبي الله أعطني فقال النبي صلى الله عليه وسلّم : من سأل الناس عن ظهر غنى فصداع في الرأس وداء في البطن فقال السائل : فأعطني من الصدقة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : إن الله لم يرض بحكم نبي ولا غيره في الصدقات حتى حكم فيها فجزأها ثمانية أجزاء فإن كنت من تلك الأجزاء أعطيتك قال الصدائي : فدخل ذلك في نفسي أني سألته من الصدقات وأنا غني ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلّم اعتشى ( اعتشى : سار في أول الليل . 2 / 603 المعجم الوسيط . ب ) من أول الليل فلزمته وكنت قويا وكان أصحابه ينقطعون عنه ويستأخرون حتى لم يبق معه أحد غيري فلما كان أوان أذان الصبح أمرني فأذنت فجعلت أقول : أقيم يا رسول الله ؟ فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلّم ينظر ناحية الشرق إلى الفجر فيقول : لا حتى إذا طلع الفجر نزل رسول الله صلى الله عليه وسلّم فتبرز ثم انصرف إلي وقد تلاحق أصحابه فقال : هل من ماء يا أخا صداء ؟ فقلت : لا إلا شيء قليل لا يكفيك فقال النبي صلى الله عليه وسلّم : اجعله في إناء ثم ائتني به ففعلت فوضع كفه في الماء فرأيت بين كل أصبعين من أصابعه عينا تفور قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلّم : لولا أني أستحيي من ربي لسقينا وأسقينا ناد في أصحابي من له حاجة في الماء ؟ .
فناديت فيهم فأخذ من أراد منهم ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلّم فأراد بلال أن يقيم فقال له النبي صلى الله عليه وسلّم : أن أخا صداء هو أذن ومن أذن فهو يقيم قال الصدائي : فأقمت الصلاة فلما قضي رسول الله صلى الله عليه وسلّم الصلاة أتيته بالكتابين فقلت : يا رسول الله اعفني من هذين فقال : ما بدا لك ؟ فقلت : سمعتك يا نبي الله تقول : لا خير في الإمارة لرجل مؤمن وأنا أومن بالله ورسوله وسمعتك تقول للسائل : من سأل الناس عن ظهر غنى فهو صداع في الرأس وداء في البطن وسألتك وأنا غني فقال النبي صلى الله عليه وسلّم : هو ذا فإن شئت فأقبل وإن شئت فدع فقلت : أدع فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلّم : فدلني على رجل أؤمره عليكم فدللته على رجل من الوافدين الذين قدموا عليه فأمره عليهم ثم قلنا يا نبي الله إن لنا بئرا إذا كان الشتاء وسعنا ماؤها واجتمعنا عليها وإذا كان الصيف قل ماؤها فتفرقنا على مياه حولنا وقد أسلمنا وكل من حولنا عدو لنا فادع الله لنا في بئرنا أن يسعنا ماؤها فنجتمع عليها ولا نتفرق فدعا سبع حصيات ففركهن في يده ودعا فيهن ثم قال : اذهبوا بهذه الحصيات فإذا أتيتم البئر فألقوا واحدة واحدة واذكروا اسم الله قال الصدائي : ففعلنا ما قال لنا فما استطعنا بعد أن ننظر إلى قعرها .
البغوي ( كر ) وقال : هذا حديث حسن