36823 - عن ابن عباس وغيره قال : قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلّم وفد بني عبد بن عدي فيهم الحارث بن وهبان وعويمر بن الأخرم وحبيب وربيعة ابنا ملة ومعهم رهط من قومهم فقالوا : يا محمد نحن أهل الحرم وساكنه وأعز من به ونحن لا نريد قتالك ولو قاتلك غير قريش قاتلنا معك ولكنا لا نقاتل قريشا وإنا لنحبك ومن أنت منه وقد أتيناك فإن أصبت منا أحد خطأ فعليك ديته وإن أصبنا أحدا من أصحابك فليس علينا ولا عليك وأسلموا فقال عويمر بن الأخرم : دعوني آخذ عليه قالوا : لا محمد لا يغدر ولا يريد أن يغدر به فقال حبيب وربيعة يا رسول الله إن أسيد بن أبي إياس هو الذي هرب وتبرأنا إليك منه وقد نال منك فأباح رسول الله صلى الله عليه وسلّم دمه وبلغ أسيدا قولهما لرسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلّم فأتى الطائف فأقام به وقال لربيعة وحبيب : .
فأما أهلكن وتعيش بعدي . . . . . . . فإنهما عدو كاشحان .
فلما كان عام الفتح كان أسيد بن أبي إياس فيمن أهدر دمه فخرج سارية بن زنيم إلى الطائف فقال له أسيد : ما وراءك ؟ قال : أظهر الله نبيه ونصره على عدوه فاخرج يا ابن أخي إليه فإنه لا يقتل من أتاه فحمل أسيد امرأته وخرج وهي حامل تنتظر وأقبل فألقت غلاما عند قرن الثعالب وأتى أسيد أهله فلبس قميصا واعتم ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلّم وسارية قائم بالسيف عند رأسه يحرسه فأقبل أسيد حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال : يا محمد أنذرت دم أسيد ؟ قال : نعم قال : أفتقبل منه إن جاءك مؤمنا ؟ قال : نعم فوضع يده في يد النبي صلى الله عليه وسلّم فقال : يا محمد هذه يدي في يدك أشهد أنك رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأن لا إله إلا الله فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلّم رجلا يصرخ أن أسيد بن أبي إياس قد آمن وقد أمنه رسول الله صلى الله عليه وسلّم ومسح رسول الله صلى الله عليه وسلّم وجهه وألقى يده على صدره فيقال : إن أسيدا كان يدخل البيت المظلم فيضيء وقال أسيد بن أبي إياس : .
أأنت الذي تهدي معدا لدينها . . . . . . . بل الله يهديها وقال لك أشهد .
فما حملت من ناقة فوق كورها . . . . . . . أبر وأوفى ذمة من محمد .
وأكسى لبرد الحال قبل ابتذاله . . . . . . . وأعطى لرأس السابق المتجرد .
تعلم رسول الله أنك قادر . . . . . . . على كل حي متهمين ومنجد .
تعلم بأن الراكب ركب عويمر . . . . . . . هم الكاذبون المخلفو كل موعد .
أنبوا رسول الله أن قد هجوته . . . . . . . فلا رفعت سوطي إلى إذا يدي .
سوى أنني قد قلت ويلم فتية . . . . . . . أصيبوا بنحس لا بطائر أسعد .
أصابهم من لم يكن لدمائهم . . . . . . . كفاء فقرت حسرتي وتبلدي .
ذؤيب وكلثوم وسلمى تتابعوا . . . . . . . جميعا فإن لا تدمع العين أكمد .
فلما أنشده : أأنت الذي تهدي معدا لدينها قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : بل الله يهديها فقال الشاعر : بل الله يهديها وقال لك أشهد .
المدائني ( كر )