36690 - عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال سمعت أبي يقول : سافرت إلى اليمن قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلّم بسنة فنزلت على عسكلان بن عواكر الحميري وكان شيخا كبيرا قد أنسئ له في العمر حتى كاد كالفرخ وكنت لا أزال إذا قدمت اليمن أنزل عليه فيسائلني عن مكة ويقول : هل ظهر فيكم رجل له نبا ( نبا : النبأ مهموز : الخبر والجمع أنباء مثل سبب . وأسباب المصباح المنير 2 / 811 . ب ) له ذكر ؟ هل خالف أحد منكم عليكم في دينكم ؟ فأقول : لا حتى قدمت القدمة التي بعث فيها رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال لي : ألا أبشرك ببشارة وهي خير لك من التجارة ؟ قلت : بلى قال : إن الله بعث في الشهر الأول من قومك نبيا ارتضاه صفيا وأنزل عليه كتابا وجعل له ثوابا ينهى عن الأصنام ويدعو إلى الإسلام يأمر بالحق ويفعله وينهى عن الباطل ويبطله هو من بني هاشم وأنتم أخواله يا عبد الرحمن أخف الوقعة وعجل الرجعة ثم امض ووازره وصدقه واحمل إليه هذه الأبيات : .
أشهد بالله ذي المعالي . . . . . . . وفالق الليل والصباح .
إنك في السرو من قريش . . . . . . . يا ابن المفدى من الذباح .
أرسلت تدعو إلى يقين . . . . . . . ترشد للحق والفلاح .
هد كرور السنين ركني . . . . . . . عن بكر السير والرواح .
فصرت حلسا لأرض بيتي . . . . . . . قد قص من قوتي جناحي .
إذا نأى بالديار بعد . . . . . . . فإنت حرزي ومستراحي .
أشهد بالله رب موسى . . . . . . . أنك أرسلت بالنطاح .
فكن شفيعي إلى مليك . . . . . . . يدعو البرايا إلى الفلاح .
( السرو : ومنه حديث أم زرع ( فنكحت بعده سريا ) أي نفيسا شريفا . وقيل : سخيا ذا مروءة والجمع سراة بالفتح على غير قياس وقد تضم السين والاسم منه السرو .
ومنه حديث عمر ( أنه مر بالنخع فقال : أرى السرو فيكم مربعا ) أي أرى الشرف فيكم متمكنا .
وفي حديثه الآخر ( لئن بقيت إلى قابل ليأتين الراعي بسرو حمير حقه لم يعرف جبينه فيه ( السرو : ما انحدر من الجبل وارتفع عن الوادي في الأصل . النهاية 2 / 363 . ب ) .
قال عبد الرحمن : فحفظت الأبيات ورجعت فقدمت مكة فلقيت أبا بكر فأخبرته الخبر فقال : هذا محمد بن عبد الله قد بعثه الله رسولا إلى خلقه فأته فأتيته وهو في بيت خديجة فأستأذنت عليه فلما رآني ضحك فقال : أرى وجها خليقا أرجو له خيرا ما وراءك يا أبا محمد ؟ قلت : وما ذاك يا محمد ؟ قال : حملت إلي وديعة أو أرسلك إلي مرسل برسالته فهاتها أما إن أبناء حمير من خواص المؤمنين قال عبد الرحمن : فأسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وأنشدته شعره وأخبرته بقوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : رب مؤمن لي ولم يرني ومصدق بي وما شهدني أولئك إخواني حقا .
( كر )