36492 - عن زاذان قال : بينا الناس ذات يوم عند علي إذ وافقوا منه نفسا طيبة فقالوا : حدثنا عن أصحابك يا أمير المؤمنين قال : عن أي أصحابي ؟ قالوا : عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم قال : كل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم أصحابي فأيهم تريدون ؟ قالوا : النفر الذين رأيناك تلفظهم بذكرك والصلاة عليهم دون القوم قال : أيهم ؟ قالوا : عبد الله بن مسعود قال : علم السنة وقرأ القرآن وكفى به علما ثم ختم به عنده فلم يدروا ما يريد بقوله : كفى به علما كفى بعبد الله أم كفى بالقرآن ؟ قالوا : فحذيفة ؟ قال : علم - أو علم اسماء المنافقين - وسأل عن المعضلات حتى عقل عنها فإن سألتموه عنها تجدوه بها عالما قالوا : فأبو ذر ؟ قال : وعى علما وكان شحيحا حريصا على دينه حريصا على العلم وكان يكثر السؤال فيعطي ويمنع أما إنه قد ملئ له في وعائه حتى امتلأ قالوا : فسلمان ؟ قال : امرؤ منا وإلينا أهل البيت من لكم بمثل لقمان الحكيم ؟ علم العلم الأول وأدرك العلم الآخر وقرأ الكتاب الأول وقرأ الكتاب الآخر وكان بحرا لا ينزف قالوا : فعمار بن ياسر ؟ قال : ذاك امرؤ خلط الله الإيمان بلحمه ودمه وعظمه وشعره وبشره لا يفارق الحق ساعة حيث زال زال معه لا ينبغي للنار أن تأكل منه شيئا قالوا : فحدثنا عنك يا أمير المؤمنين قال : مهلا نهى الله عن التزكية فقال قائل : فإن الله D يقول : { وأما بنعمة ربك فحدث } .
قال : فإني أحدثكم بنعمة ربي كنت إذا سألت أعطيت وإذا سكت ابتدئت فبين الجوانح مني ملئ علما جما فقام عبد الله بن الكوا الأعور من بني بكر بن وائل فقال : يا أمير المؤمنين ما الذاريات ذروا ؟ قال : الرياح قال : فما الحاملات وقرا ؟ قال : السحاب قال : فما الجاريات يسرا ؟ قال : السفن قال فما المقسمات أمرا ؟ قال : الملائكة ولا تعد لمثل هذا ولا تسألني عن مثل هذا قال : فما السماء ذات الحبك ؟ قال : ذات الخلق الحسن فما السواد الذي في جوف القمر ؟ قال : أعمى سأل عن عمياء ما العلم أردت بهذا ويحك سل تفقها ولا تسأل تعبثا - أوقال : تعنتا - سل عما يعنيك ودع مالا يعنيك قال : فوالله إن هذا ليعنيني قال : فإن الله تعالى يقول : { وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل } السواد الذي في جوف القمر قال : فما المجرة ؟ شرج السماء ومنها فتحت أبواب السماء بماء منهمر زمن الغرق على قوم نوح قال : فما قوس قزح ؟ قال : لا تقل : قوس قزح فإن قزح هو الشيطان ولكنه القوس وهي أمان من الغرق قال : فكم بين السماء إلى الأرض ؟ قال : قدر دعوة عبد دعا الله لا أقول غير ذلك قال : فكم بين المشرق والمغرب ؟ قال : مسيرة يوم للشمس من حدثك غير هذا فقد كذب قال : فمن الذين قال الله تعالى : { وأحلوا قومهم دار البوار } قال : دعهم فقد كفيتهم قال : فما ذو القرنين ؟ قال : رجل بعثه الله إلى قوم عمالا كفرة أهل الكتاب كان أوائلهم على حق فأشركوا بربهم وابتدعوا في دينهم وأحدثوا على أنفسهم فهم الذين يجتهدون في الباطل ويحسبون أنهم على حق ويجتهدون في الضلالة ويحسبون أنهم على هدى فضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ورفع صوته وقال : وما أهل النهروان منهم بعيد فقال ابن الكوا : لا أسأل سواك ولا أتبع غيرك قال : إن كان الأمر إليك فافعل .
ابن منيع ( ض )