35958 - { مسند عمر } عن سالم بن عبد الله قال : لما ولي عمر قعد على رزق أبي بكر الذي كانوا فرضوا له فكان بذلك فاشتدت حاجته واجتمع نفر من المهاجرين فيهم عثمان وعلي وطلحة والزبير فقال الزبير : لو قلنا لعمر في زيادة نزيدها إياه في رزقه فقال علي : وددنا أنه فعل ذلك فانطلقوا بنا فقال عثمان : إنه عمر فهلموا فلنستشر ما عنده من وراء وراء نأتي حفصة فنكلمها ونستكتمها أسماءنا فدخلوا عليها وسألوها أن تخبر بالخبر عن نفر ولا تسمي أحدا له إلا أن يقبل وخرجوا من عندها فلقيت عمر في ذلك فعرفت الغضب في وجهه فقال : من هؤلاء ؟ قالت : لا سبيل إلى علمهم حتى أعلم ما رأيك فقال : لو علمت من هم لسودت وجوههم أنت بيني وبينهم أناشدك الله ما أفضل ما اقتنى رسول الله صلى الله عليه وسلّم في بيتك من الملبس ؟ قالت : ثوبين ممشقين كان يلبسهما للوفد ويخطب فيهما للجمع فقال : فأي طعام ناله عندك أرفع ؟ قالت : خبزنا خبز شعير يصب عليها وهي حارة أسفل عكة لنا فجعلنا حيسة ( حيسة : الحس : تمر ينزع نواه ويدق مع أقط ويعجنان بالسمن ثم يدلك باليد حتى يبقى كالثريد وربما جعل منه سويق . المصباح المنير 1 / 218 . ب ) دسماء حلوة نأكل منها ونطعم منها استطابة قال : فأي مبسط كان يبسطه عندك كان أوطأ ؟ قالت : كساء لنا ثخين كنا يرفعه في الصيف فنجعله تحتنا فإذا كان الشتاء انبسطنا نصفه وتدثرنا نصفه قال : يا حفصة فأبلغيهم عني أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قدر فوضع الفضول مواضعها وتبلغ ( وتبلغ : يقال : تبلغ به إذا اكتفى به وتجزا وفي هذا بلاغ وبلغة وتبلغ أي : كفاية . المصباح المنير 1 / 85 . ب ) بالتوجية ( بالتوجية : لعله بالتوجبة من وجب فلان نفسه وعياله وفرسه أي : عودهم أكلة واحدة في النهار . والوجبة الأكلة في اليوم والليلة . قال ثعلب : الوجبة أكلة في اليوم إلى مثلها من الغد . لسان العرب 1 / 795 . ب ) وإني قدرت فوالله لأضعن الفضول مواضعها ولأتبلغن بالتوجية وإنما مثلي ومثل صاحبي كثلاثة نفر سلكوا طريقا فمضى الأول وقد تزود زادا فبلغ ثم اتبعه الآخر فسلك طريقه فأفضى إليه ثم اتبعهما الثالث فإن لزم طريقهما ورضي بزادهما لحق بهما وكان معهما وإن سلك غير طريقهما لم يجامعهما أبدا .
( كر )