35922 - عن أبي موسى الأشعري أنه قدم على عمر بن الخطاب مع وفد أهل البصرة قال : فكنا ندخل عليه وله كل يوم خبز يلت وربما وافيناه مأدوما بسمن أحيانا بزيت وأحيانا بلبن وربما وافقنا القدائد اليابسة قد دقت ثم أغلي بماء وربما وافقنا اللحم الغريض ( الغريض : أي الطري . النهاية 3 / 360 . ب ) وهو قليل فقال لنا يوما : إني والله لقد أرى تقديركم وكراهيتكم طعامي وإني والله لو شئت لكنت أطيبكم طعاما وأرقكم عيشا أما والله : ما أجهل عن كراكر ( كراكر : يريد إحضارها للأكل فإنها من أطايب ما يؤكل من الابل . وفيه ( ألم تروا إلى البعير تكون بكركرته نكتة ؟ ؟ من جرب ) هي بالكسر : زور البعير الذي إذا برك أصاب الأرض وهي ناتئة عن جسمه كالقرصة وجمعها : كراكر . النهاية 4 / 166 . ب ) وأسنمة وعن صلاء وعن صلائق ( صلائق : الصلائق : الرقاق واحدتها صليقة وقيل هي الحملان المشوية . النهاية 4 / 48 . ب ) وصناب ( صناب : الخردل المعمول بالزيت وهو صباغ يؤتدم به . النهاية 3 / 55 . ب ) - قال جرير ابن حازم : الصلاة الشواء والصناب الخردل والصلائق الخبز الرقاق - ولكني سمعت الله عير قوما بأمر فعلوه فقال : ( أذهبتم طيبتكم في حياتكم الدنيا واستمعتم بها ) فقال أبو موسى : لو كلمتم أمير المؤمنين ففرض لكم من بيت المال طعاما تأكلونه فكلموه فقال : يا معشر الأمراء أما ترضون لأنفسكم ما أرضى لنفسي فقالوا : يا أمير المؤمنين إن المدينة أرض العيش بها شديد ولا نرى طعامك يعشي ولا يؤكل وإنا بأرض ذات ريف وإن أميرنا يعشي وإن طعامه يؤكل فنكس عمر ساعة ثم رفع رأسه فقال : قد فرضت لكم من بيت المال شاتين وجريبين فإذا كان الغداة فضع إحدى الشاتين على أحد الجريبين فكل أنت وأصحابك ثم ادع بشراب فاشرب - يعني الشراب الحلال - ثم اسق الذي عن يمينك ثم الذي يليه ثم قم لحاجتك فإذا كان بالعشى فضع الشاة الغابرة على الجريب الغابر فكل أنت وأصحابك ألا وأشبعوا الناس في بيوتهم وأطعموا عيالهم فإن تجفيتكم للناس لا يحسن أخلاقهم ولا يشبع جائعهم فوالله مع ذلك ما أظن رستاقا يؤخذ منه كل يوم شاتان وجريبان إلا يسرع ذلك في خرابه .
( ابن المبارك وابن سعد كر )