35759 - عن قيس بن الحجاج عمن حدثه قال : لما فتح عمرو ابن العاص مصر أتى أهلها إليه حين دخل بؤنة من أشهر العجم فقالوا له : أيها الأمير إن لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها فقال لهم : وما ذاك ؟ قالوا : إنه إذا كان لثنتي عشرة ليلة تخلو من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر بين أبويها فأرضينا أبويها وجعلنا عليها شيئا من الحلي والثياب أفضل ما يكون ثم ألقيناها في هذا النيل فقال لهم عمرو : إن هذا لا يكون في الإسلام وإن الإسلام يهدم ما قبله فأقاموا بؤنة ( بؤنة : حزيران . وأبيب : تموز . ومسرى : آب . مروج الذهب للمسعودي 1 / 349 . ب ) وأبيب ومسرى لا يجري قليلا ولا كثيرا حتى هموا بالجلاء فلما رأى ذلك عمرو كتب إلى عمر ابن الخطاب بذلك فكتب إليه عمر : قد أصبت إن الإسلام يهدم ما كان قبله وقد بعثت إليك ببطاقة فألقها في داخل النيل إذا أتاك كتابي فلما قدم الكتاب على عمرو فتح البطاقة فإذا فيها : .
من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر .
أما بعد فإن كنت تجري من قبلك فلا تجر وإن كان الواحد القهار يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك .
فألقى عمرو البطاقة في النيل قبل يوم الصليب بيوم وقد تهيأ أهل مصر للجلاء والخروج منها لأنه لا يقوم بمصلحتهم فيها إلا النيل فأصبحوا يوم الصليب وقد أجراه الله ستة عشر ذراعا وقطع تلك السنة السوء عن أهل مصر .
( ابن عبد الحكم في فتوح مصر وأبو الشيخ في العظمة كر )