35502 - { مسند العرباض } الواقدي حدثني ابن أبي سبرة عن موسى بن سعد عن عرباض بن سارية قال : كنت ألزم باب رسول الله صلى الله عليه وسلّم في الحضر والسفر فرأينا ليلة ونحن بتبوك وذهبنا لحاجة فرجعنا إلى منزل رسول الله صلى الله عليه وسلّم وقد تعشى ومن عنده من أضيافه ورسول الله صلى الله عليه وسلّم يريد أن يدخل في قبة ومعه زوجه أم سلمة فلما طلعت عليه قال : أين كنت منذ الليلة ؟ فأخبرته فطلع جعال بن سراقة وعبد الله بن مغفل المزني فكنا ثلاثة كلنا جائع نعيش بباب النبي صلى الله عليه وسلّم فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلّم البيت فطلب شيئا نأكله فلم يجده فخرج إلينا فنادى بلالا : يا بلال هل من عشاء لهؤلاء النفر ؟ قال : لا : والذي بعثك بالحق لقد نفضنا جربنا وحميتنا قال : انظر عسى أن تجد شيئا فأخذ الجرب ينفضها جرابا جرابا فتقع التمرة والتمرتان حتى رأيت بين يديه سبع تمرات ثم دعا بصحفة فوضع فيها التمر ثم وضع يده على التمرات وسمى الله وقال : كلوا بسم الله فأكلنا فأحصيت أربعة وخمسين تمرة أكلتها أعدها ونواها في يدي الأخرى وصاحباي يصنعان ما أصنع وشبعنا وأكل كل واحد منهما خمسين تمرة ورفعنا أيدينا فإذا التمرات السبع كما هي فقال : يا بلال ارفعها في جرابك فإنه لا يأكل منها أحد إلا نهل شبعا فبتنا حول قبة رسول الله صلى الله عليه وسلّم فكان يتهجد من الليل فقام تلك الليلة يصلي فلما طلع الفجر رجع ركعتي الفجر فأذن بلال وأقام فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالناس ثم انصرف إلى فناء قبة فجلس وجلسنا حوله فقراء من المؤمنين عشرة فقال : هل لكم في الغداء ؟ قال عرباض : فجعلت أقول في نفسي أي غداء ؟ فدعا بلالا بالتمرات فوضع يده عليهن في الصحفة ثم قال : كلوا بسم الله فأكلنا والذي بعثه بالحق حتى شبعنا وإنا لعشرة ثم رفعوا أيديهم منها شبعا وإذا التمرات كما هي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : لولا أني أستحي من ربي لأكلنا من هذه التمرات حتى نرد المدينة من آخرنا فطلع غليم من أهل البلد فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلّم التمرات بيده فدفعها إليه فولى الغلام يلوكهن .
( كر )