30269 - { مسند الصديق } ابن عائذ حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الله بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال : لما فرغوا من البيعة واطمأن الناس قال أبو بكر لأسامة : امض لوجهك الذي بعثك له رسول الله صلى الله عليه وسلّم فكلمه رجال من المهاجرين والأنصار وقالوا : أمسك أسامة وبعثه فإنا نخشى أن تميل علينا العرب إذا سمعوا بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال أبو بكر وكان أحزمهم أمرا : أنا أحبس جيشا بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلّم لقد اجترأت على أمر عظيم فوالذي نفسي بيده لأن تميل علي العرب أحب إلي من أن أحبس جيشا بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم امض يا أسامة في جيشك للوجه الذي أمرت به ثم اغز حيث أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلّم من ناحية فلسطين وعلى أهل مؤتة فإن الله سيكفي ما تركت ولكن إن رأيت أن تأذن لعمر بن الخطاب فأستشيره وأستعين به فإنه ذو رأي ومناصح للإسلام فافعل ففعل أسامة ورجع عامة العرب عن دينهم وعامة أهل المشرق وغطفان وبنو أسد وعامة أشجع وتمسك طيء بالإسلام وقال عامة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم : أمسك أسامة وجيشه ووجههم نحو من ارتد عن الإسلام من غطفان وسائر العرب فأبى ذلك أبو بكر وقال : إنكم قد علمتم أنه قد كان من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم إليكم في المشورة فيما لم يمض من نبيكم فيه سنة ولم ينزل عليكم به كتاب وقد أشرتم وسأشير عليكم فانظروا أرشد ذلك فائتمروا به فإن الله لن يجمعكم على ضلالة والذي نفسي بيده ما أرى من أمر أفضل في نفسي من جهاد من منع عنا عقالا كان يأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلّم فانقاد المسلمون لرأي أبي بكر .
( كر )