30190 - عن أنس قال : آمن رسول الله صلى الله عليه وسلّم يوم فتح مكة الناس إلا أربعة : عبد العزى بن خطل ومقيس بن صبابة الكناني وعبد الله بن سعد بن أبي سرح وأم سارة فأما عبد العزى فإنه قتل وهو آخذ بأستار الكعبة ونذر رجل من الأنصار أن يقتل عبد الله بن سعد إذا رآه وكان أخا عثمان بن عفان من الرضاعة فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلّم ليشفع له فلما بصر ( بصر به : أي علم وبابه ظرف . المختار 40 . ب ) به الأنصاري اشتمل السيف ثم خرج في طلبه فوجده عند رسول الله صلى الله عليه وسلّم فهاب قتله لأنه في حلقة النبي صلى الله عليه وسلّم وبسط النبي صلى الله عليه وسلّم يده فبايعه ثم قال للأنصاري : قد انتظرتك أن توفي نذرك قال : يا رسول الله هبتك أفلا أومضت ( أومضت : أي هلا أشرت إلي إشارة خفية . يقال : أومض البرق وومض إيماضا وومضا ووميضا : إذا لمع لمعا خفيا ولم يعترض . النهاية 5 / 230 . ب ) إلي : قال : إنه ليس لنبي أن يومض وأما مقيس فإنه كان له أخ مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقتل خطأ فبعث معه رسول الله صلى الله عليه وسلّم رجلا من بني فهر ليأخذ عقله ( عقله : العقل : الدية . المختار 351 . ب ) من الأنصار فلما جمع له العقل ورجع نام الفهري فوثب مقيس فأخذ حجرا فجلد به رأسه فقتله ثم أقبل وهو يقول : .
شفى النفس من قد بات بالقاع مسندا . . . تضرج ثوبيه دماء الأخادع .
وكانت هموم النفس من قبل قتله . . . تلم فتنسيني وطيء المضاجع .
قتلت به فهرا وغرمت عقله . . . سراة بني النجار أرباب فارع .
حللت به نذري وأدركت ثورتي . . . وكنت إلى الأوثان أول راجع .
وأما أم سارة فإنها كانت مولاة لقريش فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلّم فشكت إليه الحاجة فأعطاها شيئا ثم أتاها رجل فبعث معها كتابا إلى أهل مكة يتقرب بذلك إليهم ليحفظ عياله وكان له بها عيال فأتى جبرئيل النبي صلى الله عليه وسلّم فأخبره بذلك فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلّم في أثرها عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب فلحقاها في الطريق ففتشاها فلم يقدرا على شيء معها فأقبلا راجعين فقال أحدهما لصاحبه : والله ما كذبنا ولا كذبنا ارجع بنا إليها فسلا سيفهما ثم قالا لتدفعن علينا الكتاب أو لنذيقنك الموت فأنكرت ثم قالت : أدفعه إليكما على أن لا ترداني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقبلا ذلك منها فحلت عقاص رأسها فأخرجت الكتاب من قرن من قرونها فدفعته فرجعا بالكتاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فدفعاه إليه فدعا الرجل فقال : ما هذا الكتاب ؟ قال : أخبرك يا رسول الله ليس من رجل ممن معك إلا وله قوم يحفظونه في عياله فكتبت هذا الكتاب ليكون لي في عيالي فأنزل الله ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ) - إلى آخر الآيات .
( كر )