30135 - عن أنس قال لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلّم خيبر قال الحجاج بن علاط : يا رسول الله إن لي بمكة مالا وإن لي بها أهلا وإني أريد أن آتيهم وأنا في حل إن نلت منك أو قلت شيئا فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن يقول ما شاء فأتى امرأته حين قدم فقال : اجمعي ما كان عندك فإني أريد أن اشتري من غنائم محمد وأصحابه فإنهم قد استبيحوا وأصيبت أموالهم وفشا ذلك بمكة فانقمع ( انقمع : قمعه وأقمعه : أي قهره وأذله فانقمع . المختار 435 . ب ) المسلمون وأظهر المشركون فرحا وسرورا وبلغ الخبر العباس بن عبد المطلب فعقر وجعل لا يستطيع أن يقوم ثم أرسل غلاما إلى الحجاج بن علاط ويلك ماذا جئت به وماذا تقول ؟ فما وعد الله D خير مما جئت به فقال الحجاج : اقرأ على أبي الفضل السلام وقل له : فليخل بي في بعض بيوته لآتيه فإن الخبر على ما يسره فجاءه غلامه فلما بلغ الباب قال : أبشر يا أبا الفضل فوثب العباس فرحا حتى قبل بين عينيه فأخبره بما قال الحجاج فأعتقه ثم جاءه الحجاج فأخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قد افتتح خيبر وغنم أموالهم وجرت سهام الله في أموالهم واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلّم صفية بنت حيي واتخذها لنفسه وخيرها بين أن يعتقها وتكون زوجة أو تلحق بأهلها فاختارت أن يعتقها وتكون زوجة ولكن جئت لمال كان لي ههنا أردت أن أجمعه فأذهب به فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم فأذن لي أن أقول ما شئت فأخف علي ثلاثا ثم اذكر ما بدا لك فجمعت امرأته ما كان عندها من حلي أو متاع فدفعته إليه ثم انشمر ( انشمر : انشمر للأمر : أي تهيأ له وتشمر مثله . الصحاح للجوهري 2 / 703 . ب ) به فلما كان بعد ثلاث أتى العباس امرأة الحجاج فقال : ما فعل زوجك ؟ .
فأخبرته أنه قد ذهب يوم كذا وكذا وقالت : لا يخزيك الله يا أبا الفضل لقد شق علينا الذي بلغك قال : أجل لا يخزيني الله ولم يكن بحمد الله إلا ما أحببنا فتح الله خيبر على رسوله واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلّم صفية لنفسه وإن كان لك حاجة في زوجك فالحقي به قالت : أظنك والله صادقا ؟ قال : فإني والله صادق والأمر على ما أخبرتك ثم ذهب حتى أتى مجلس قريش وهم يقولون إذا مر بهم : لا يصيبك إلا خير يا أبا الفضل قال : لم يصيبني إلا خير بحمد الله لقد أخبرني الحجاج بن علاط أن خيبر فتحها الله على رسوله وجرت سهام الله فيها واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلّم صفية لنفسه وقد سألني أن أخفي عنه ثلاثا وإنما جاء ليأخذ ماله وما كان له من شيء ههنا ثم يذهب فرد الله الكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين وخرج المسلمون من كان دخل بيته مكتئبا حتى أتوا العباس فأخبرهم الخبر فسر المسلمون ورد الله ما كان من كآبة أو غيظ أو حزن على المشركين .
( حم ع طب ) وأبو نعيم ( كر ) وروى ( ن ) بعضه . . . . غزوة الحديبية