29461 - { أيضا } قال ابن سعد في الطبقات قال محمد بن عمر الأسلمي إنما قلت الرواية عن الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم لأنهم ماتوا قبل أن يحتاج إليهم وإنما كثرت عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب لأنهما وليا فسئلا وقضيا بين الناس وكل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم كانوا أئمة يقتدى بهم ويحفظ عنهم ما كانوا يفعلون ويستفتون فيفتون وسمعوا أحاديث فأدوها فكان الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم أقل حديثا عنه من غيرهم مثل أبي بكر وعثمان وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وأبي عبيدة ابن الجراح وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وأبي بن كعب وسعد بن عبادة وعبادة بن الصامت وأسيد بن حضير ومعاذ بن جبل ونظرائهم فلم يأت عنهم من كثرة الحديث مثل ما جاء من الأحاديث من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم مثل جابر بن عبد الله وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة وعبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن عباس ورافع بن خديج وأنس بن مالك والبراء بن عازب ونظرائهم لأنهم بقوا وطالت أعمارهم فاحتاج الناس إليهم ومضى كثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم قبله وبعده بعلمه لم يؤثر عنه شيء ولم يحتج إليه لكثرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم ومنهم من لم يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم شيئا ولعله أكثر له صحبة ومجالسة وسماعا من الذي حدث عنه ولكن حملنا الأمر في ذلك منهم على التوقي في الحديث أو على أنه لم يحتج إليه لكثرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم وعلى الاشتغال بالعبادة والأسفار في الجهاد في سبيل الله حتى مضوا ولم يحفظ عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلّم شيء - انتهى