29439 - عن عبد الله بن عوف بن الأحمر أن مسافر بن عوف بن الأحمر قال لعلي بن أبي طالب حين انصرف من الأنباري إلى أهل النهروان : يا أمير المؤمنين لا تسر في هذه الساعة وسر في ثلاث ساعات يمضين من النهار قال علي : ولم ؟ قال : لأنك إن سرت في هذه الساعة أصابك أنت وأصحابك بلاء وضرر شديد وإن سرت في الساعة التي أمرتك بها ظفرت وظهرت وأصبت وطلبت فقال علي : ما كان لمحمد صلى الله عليه وسلّم منجم ولا لنا من بعده هل تعلم ما في بطن فرسي هذه ؟ قال إن حسبت علمت قال : من صدقك بهذا القول كذب القرآن قال الله تعالى : ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام ) الآية ما كان محمد صلى الله عليه وسلّم يدعي علم ما ادعيت علمه تزعم أنك تهدي إلى علم الساعة التي يصيب السوء من سافر فيها ؟ قال : نعم قال : من صدقك بهذا القول استغنى عن الله تعالى في صرف المكروه عنه وينبغي للمقيم بأمرك أن يوليك لأمر دون الله ربه لأنك أنت تزعم هدايته إلى الساعة التي تنجو من السوء من سافر فيها فمن آمن بهذا القول لم آمن عليه أن يكون كمن اتخذ دون الله ندا وضدا اللهم لا طائر إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك نكذبك ونخالفك ونسير في هذه الساعة التي تنهانا عنها ثم أقبل على الناس فقال : يا أيها الناس إياكم وتعلم هذه النجوم إلا ما يهتدى به في ظلمات البر والبحر إنما المنجم كالكافر والكافر في النار والله لئن بلغني أنك تنظر في النجوم وتعمل بها لأخلدنك في الحبس ما بقيت وبقيت ولأحرمنك العطاء ما كان لي سلطان ثم سار في الساعة التي نهاه عنها فأتى أهل نهروان فقتلهم ثم قال : لو سرنا في الساعة التي أمرنا بها فظفرنا أو ظهرنا لقال قائل سار في الساعة التي أمر بها المنجم ما كان لمحمد صلى الله عليه وسلّم منجم ولا لنا من بعده ففتح الله علينا بلاد كسرى وقيصر وسائر البلدان أيها الناس توكلوا على الله وثقوا به فإنه يكفى ما سواه .
الحارث ( خط ) في كتاب النجوم