28500 - عن محمود بن لبيد قال أمرني يحيى بن الحكم على جرش ( جرش : بلد بالأردن . القاموس 2 / 265 . ب ) فقدمتها فحدثوني أن عبد الله بن جعفر حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال لصاحب هذا الوجع : الجذام اتقوه كما يتقى السبع إذا هبط واديا فاهبطوا غيره فقلت لهم : والله لئن كان ابن جعفر حدثكم هذا ما كذبكم فلما عزلني عن جرش قدمت المدينة فلقيت عبد الله بن جعفر فقلت يا أبا جعفر ما حديث حدثني به عنك أهل جرش ؟ قال فقال : كذبوا والله ما حدثتهم هذا ولقد رأيت عمر ابن الخطاب يؤتي بالإناء فيه الماء فيعطيه معيقيبا وكان رجلا قد أسرع فيه ذلك الوجع فيشرب منه ثم يتناوله عمر من يده فيضع فمه موضع فمه حتى يشرب منه فعرفت إنما يصنع عمر ذلك فرارا من أن يدخله شيء من العدوى قال : وكان يطلب له الطب من كل من سمع له بطب حتى قدم عليه رجلان من أهل اليمن فقال : هل عندكما من طب لهذا الرجل الصالح فإن هذا الوجع قد أسرع فيه ؟ فقالا : أما شيء يذهبه فلا نقدر عليه ولكنا سنداويه دواء يقفه فلا يزيد فقال عمر : عافية عظيمة أن يقف فلا يزيد فقالا له : هل تنبت أرضك الحنظل ؟ قال : نعم قالا : فاجمع لنا منه فأمر فجمع له منه مكتلين عظيمين فعمدا إلى كل حنظلة فشقاها ثنتين ثم أضجعا معيقيبا ثم أخذ كل رجل منهما بإحدى قدميه ثم جعلا يدلكان بطون قدميه الحنظلة حتى إذا أمحقت ( أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى بلفظه ( 4 / 117 ) ص ) أخذا أخرى حتى رأينا معيقيبا يتنخم أخضر مرا ثم أرسلاه فقالا لعمر : لا يزيد وجعه بعد هذا أبدا قال : فوالله ما زال معيقيب متماسكا لا يزيد وجعه حتى مات .
ابن سعد وروى صدره ابن جرير إلى قوله من أن يدخله شيء من العدوى