23549 - عن أنس قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلّم وشكا إليه قلة المطر وجدوبة السنة فقال : يا رسول الله لقد أتيناك وما لنا بعير نيط ولا صبي يصطبح وأنشد : .
أتيناك والعذراء يدمى لبانها . . . وقد شغلت أم الصبي عن الطفل .
وألقت بكفيها الفتى لاستكانة . . . من الجوع ضعفا ما يمر وما يحلي .
ولا شيء مما يأكل الناس عندنا . . . سوى الحنظل العامي والعلهز الفسل .
( العلهز : هو شيء يتخذونه في سني المجاعة وقيل : شيء ينبت ببلاد بني سليم له أصل كأهل البردي . النهاية [ 3 / 292 ] ص ) .
والفسل : هو الرديء الرذل من كل شيء . النهاية [ 3 / 447 ] ص ) .
وليس لنا إلا إليك فرارنا . . . وأين فرار الناس إلا إلى الرسل .
فمد رسول الله صلى الله عليه وسلّم يده يدعو فما رد يده إلى نحره حتى استوت السماء بأرواقها وجاء أهل البطاح يضجون يا رسول الله الطرق فقال : حوالينا ولا علينا فانجلى السحاب حتى أحدق بالمدينة كالإكليل فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلّم حتى بدت نواجذه وقال : لله در أبي طالب لو كان حيا لقرت عيناه من ينشدنا قوله فقام علي بن أبي طالب فقال : يا رسول الله لعلك أردت قوله : .
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه . . . ثمال اليتامى عصمة للأرامل .
يلوذ به الهلاك من آل هاشم . . . فهل عنده في نعمة وفواضل .
كذبتم وبيت الله يبزى محمد . . . ولما نقاتل دونه ونناضل .
ونسلمه حتى نصرع حوله . . . ونذهل عن أبنائنا والحلائل .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : أجل ذلك أردت .
( الديلمي - وفيه : علي ابن عاصم متروك )