21722 - عن ابن إسحاق حدثني معبد بن كعب بن مالك أن أخاه عبد الله بن كعب حدثه أن أباه كعب بن مالك وكان ممن شهد العقبة وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلّم بها قال : خرجنا في حجاج قومنا من المشركين وقد صلينا وفقهنا ومعنا البراء بن معرور كبيرنا وسيدنا قال البراء لنا : يا هؤلاء قد رأيت أن لا أدع هذه البنية ( البنية : الكعبة يقال : لا ورب هذه البنية ما كان كذا وكذا . انتهى . المختار [ 48 ] ب ) مني بظهر يعني الكعبة وأن أصلي إليها فقلنا : والله ما بلغنا أن نبينا صلى الله عليه وسلّم يصلي إلا إلى الشام وما نريد أن نخالفه فقال : إني لمصل لها قلنا له : لكنا لا نفعل فكنا إذا حضرت الصلاة صلينا إلى الشام وصلى إلى الكعبة حتى قدمنا مكة وقد كنا عبنا عليه ما صنع وأبى إلا الإقامة عليه فلما قدمنا مكة قال : يا ابن أخي انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم حتى أسأله عما صنعت في سفري هذا فإنه والله قد وقع في نفسي منه شيء لما رأيت من خلافكم إياي فيه فخرجنا نسأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم وكنا لا نعرفه ولم نره قبل ذلك فدخلنا المسجد فإذا العباس جالس ورسول الله صلى الله عليه وسلّم معه جالس فسلمنا ثم جلسنا إليه فقال البراء بن معرور : يا نبي الله إني خرجت في سفري هذا وقد هداني الله D للإسلام فرأيت أن لا أجعل هذه البنية مني بظهر فصليت إليها وقد خالفني أصحابي في ذلك حتى وقع في نفسي من ذلك فما ترى يا رسول الله ؟ قال : لقد كنت على قبلة لو صبرت عليها .
فرجع البراء إلى قبلة رسول الله صلى الله عليه وسلّم وصلى معنا إلى الشام قال وأهله يزعمون أنه صلى إلى الكعبة حتى مات وليس ذلك كما قالوا نحن أعلم به منهم وخرجنا إلى الحج فواعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم العقبة من أوسط أيام التشريق فلما فرغنا من الحج اجتمعنا تلك الليلة بالشعب ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلّم فجاء وجاء معه العباس فتكلم العباس فقلنا له : قد سمعنا ما قلت فتكلم يا رسول الله فخذ لنفسك ولربك ما أحببت فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلّم فتلا القرآن ودعا إلى الإسلام ورغب في الإسلام وقال : أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم فأخذ البراء بن معرور بيده ثم قال : نعم والذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا ( أزرنا : أي نساءنا وأهلنا كنى عنهن بالأزر . وقيل : أراد أنفسنا . وقد يكنى عن النفس بالإزار . النهاية [ 1 / 45 ] ب ) فبايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم فنحن والله أهل الحروب وأهل الحلقة ورثناها كابرا عن كابر قال فاعترض القول - والبراء يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلّم - أبو الهيثم بن التيهان حليف بني عبد الأشهل - وكان أول من ضرب على يد رسول الله صلى الله عليه وسلّم البراء بن معرور ثم تتابع القوم .
( أبو نعيم ) ( ذكر بعض هذا الحديث ابن حجر في الإصابة ( 1 / 238 ) في ترجمة البراء بن معرور ولكن ابن الأثير في أسد الغابة ( 1 / 207 ) ذكر الحديث بلفظه وسنده . في ترجمة البراء بن معرور . وكان في الحديث نقص وتحريف استدركته منهما . ص )