21063 - أتاني جبريل وفي يده كالمرآة البيضاء فيها كالنكتة السوداء فقلت : يا جبريل ما هذه ؟ قال : هذه الجمعة قلت : وما الجمعة ؟ قال : لكم فيها خير قلت : وما لنا فيها ؟ قال : تكون عيدا لك ولقومك من بعدك وتكون اليهود والنصارى تبعا لك قلت : وما لنا فيها ؟ قال : لكم فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها شيئا من الدنيا والآخرة هو له قسم إلا أعطاه إياه أو ليس له بقسم إلا ادخر له عنده ما هو أفضل منه أو يتعوذ من شر هو عليه مكتوب إلا صرف عنه من البلاء ما هو أعظم منه قلت : وما هذه النكتة فيها ؟ قال : هي الساعة وهي تقوم يوم الجمعة وهو عندنا سيد الأيام ونحن ندعوه يوم القيامة يوم المزيد قلت : مم ذاك ؟ قال : لأن ربك تبارك وتعالى اتخذ في الجنة واديا من مسك أبيض فإذا كان يوم الجمعة هبط من عليين على كرسيه تبارك وتعالى ثم حف الكرسي بمنابر من نور ثم يجيء النبيون حتى يجلسوا عليها ثم حف المنابر بكراسي من ذهب ثم جاء الصديقون والشهداء حتى يجلسوا عليها وينزل أهل الغرف حتى يجلسوا على ذلك الكثيب ( الكثيب : الرمل المستطيل المحدودب . النهاية ( 4 / 152 ) ب ) ثم يتجلى لهم ربهم تبارك وتعالى ثم يقول : سلوني أعطكم فيسألونه الرضا فيقول : رضائي أحلكم داري وأنالكم كرامتي فسلوني أعطكم فيسألونه الرضا فيشهدهم أنه قد رضي عنهم فيفتح لهم ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر وذلكم مقدار انصرافكم من يوم الجمعة ثم يرتفع ويرتفع معه النبيون والصديقون والشهداء ويرجع أهل الغرف إلى غرفهم وهي درة بيضاء ليس فيها فصم ( فصم : الفصم : أن ينصدع الشيء فلا يبين تقول : فصمته فانفصم وفي الحديث عن صفة الجنة " درة بيضاء ليس فيها قصم ولا فصم " . النهاية [ 3 / 452 ] ب ) ولا وصم ( وصم : الوصم : الفترة والكسل والتواني . النهاية ( 5 / 194 ) ب .
قصم : القصم : كسر الشيء وإبانته وبالغاء : كسره بلا إبانة . النهاية [ 4 / 74 ] ب .
راجع كلمة ( فصم ) والتعليق عليها . النهاية [ 3 / 452 ] ب ) أو درة حمراء أو زبرجدة خضراء فيها غرفها وأبوابها مطروزة مطردة فيها أنهارها متدلية فيها ثمارها فليسوا إلى شيء أحوج منهم إلى يوم الجمعة ليزدادوا إلى ربهم نظرا وليزدادوا منه كرامة .
( ش عن أنس )