18768 - عن مالك بن أوس بن الحدثان قال : أرسل إلي عمر بن الخطاب فجئته حين تعالى النهار قال : فوجدته في بيته جالسا على سرير مفضيا إلى رماله ( رماله : بضم وكسرها هو ما ينسج من سعف النخل ونحوه ليطجع عليه ) متكئا على وسادة من أدم فقال لي : يا مال ( يامال : هكذا في جميع النسخ : يا مال . وهو ترخيم مالك بحذف الكاف ويجوز كسر اللام وضمها وجهان مشهوران لأهل العربية فمن كسرها تركها على ما كانت ومن ضمها جعله اسما مستقلا . ص ) إنه قد دف ( دف : الدف المشي بسرعة . ص ) أهل أبيات من قومك وقد أمرت فيهم برضخ ( برضخ : العطية القليلة . ص ) فخذه فاقسمه بينهم قال فقلت : لو أمرت بهذا غيري قال : فخذه يا مال قال : فجاء يرفأ ( يرفا : غير مهموز هكذا ذكره الجمهور ومنهم من همزه : يرفأ وهو حاجب لعمر بن الخطاب . ص ) فقال : هل لك يا أمير المؤمنين في عثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير وسعد فقال عمر : نعم فأذن لهم فدخلوا ثم جاء فقال : هل لك في عباس وعلي ؟ قال : نعم فأذن لهما قال عباس : يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا فقال بعض القوم : أجل يا أمير المؤمنين فاقض بينهم وأرحهم قال مالك : فخيل إلي أنهم كانوا قدموهم لذلك قال عمر : اتئد أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال لا نورث ما تركنا صدقة ؟ قالوا : نعم .
فأقبل على عباس وعلي فقال : أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال : لا نورث ما تركنا صدقة ؟ قالا : نعم قال عمر : فإن الله خص رسوله صلى الله عليه وسلّم بخاصة لم يخص بها أحدا غيره قال : { ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى } ما أدري هل قرأ الآية التي قبلها أم لا ؟ قال : فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلّم بينكم أموال بني النضير فوالله ما استأثر بها عليكم ولا أخذها دونكم حتى بقي هذا المال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يأخذ منه نفقة سنة ثم يجعل ما بقي أسوة المال ثم قال : أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمون ذلك ؟ قالوا : نعم ثم نشد عليا وعباسا بمثل ما نشد به القوم أتعلمان ذلك ؟ قالا : نعم قال : فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال أبو بكر : أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلّم فجئتما تطلب ميراثك من ابن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها فقال أبو بكر : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : لا نورث ما تركنا صدقة فرأيتماه [ كاذبا آثما غادرا خائنا ] ( هذه الفقرة أي ما بين الحاصرين قد حذفت من صدر الحديث فراجع البحث بطوله للإمام النووي ففيه فائدة عند هذا الحذف . صحيح مسلم [ 3 / 1378 ] ص ) والله يعلم إنه لصادق بار راشد تابع للحق ثم توفي أبو بكر فقلت : أنا ولي رسول الله وولي أبي بكر فرأيتماني كاذبا آثما غادرا خائنا والله يعلم إني لصادق بار راشد تابع للحق فوليتها ثم جئتني أنت وهذا وأنتما جميع وأمركما واحد فقلتما : ادفعها إلينا فقلت إن شئتما دفعتها إليكما على أن عليكما عهد الله وميثاقه أن تعملا فيها بالذي كان يعمل رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأبو بكر فأخذتماها بذلك فقال : أكذلك كان ؟ قالا : نعم قال : ثم جئتماني لأقضي بينكما لا والله لا أقضي بينكما بغير ذلك حتى تقوم الساعة فإن عجزتما عنها فرداها إلي .
( عب حم وأبو عبيد في الأموال وعبد بن حميد خ م ( أخرجه مسلم بلفظه كتاب الجهاد والسير باب حكم الفيء رقم [ 49 ] ص ) د ت ن وأبو عوانة حب وابن مردويه هق )