18758 - عن ابن عمر قال : لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان أبو بكر في ناحية المدينة فجاء فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو مسجى فوضع فاه على جبين رسول الله صلى الله عليه وسلّم فجعل يقبله ويبكي ويقول : بأبي أنت وأمي طبت حيا وطبت ميتا فلما خرج مر بعمر بن الخطاب وهو يقول : ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلّم ولا يموت حتى يقتل المنافقين وحتى يخزي الله المنافقين قال : وكانوا قد استبشروا بموت رسول الله صلى الله عليه وسلّم فرفعوا رؤوسهم فمر به أبو بكر فقال : أيها الرجل أربع على نفسك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قد مات ألم تسمع الله يقول : { إنك ميت وإنهم ميتون } وقال تعالى : { وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون } قال : ثم أتى المنبر فصعد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس إن كان محمد إلهكم الذي تعبدون فإن إلهكم محمدا قد مات وإن كان إلهكم الذي في السماء فإن إلهكم لم يمت ثم تلا { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم } حتى ختم الآية ثم استبشر المسلمون بذلك واشتد فرحهم وأخذ المنافقين الكآبة قال عبد الله بن عمر : فو الذي نفسي بيده لكأنما كانت على وجوهنا أغطية فكشفت .
( ش والبزار )