18621 - عن ابن عباس أنه سمع عمر بن الخطاب يقول : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلّم عند الظهيرة فوجد أبا بكر في المسجد فقال : ما أخرجك في هذه الساعة ؟ فقال : أخرجني الذي أخرجك يا رسول الله وجاء عمر بن الخطاب فقال : ما أخرجك يا ابن الخطاب ؟ قال : أخرجني الذي أخرجكما فقعد عمر وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلّم يحدثهما ثم قال : هل بكما قوة تنطلقان إلى هذا النخل فتصيبان طعاما وشرابا وظلا ؟ قلنا نعم قال : سيروا بنا إلى منزل أبي الهيثم التيهان الأنصاري فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلّم بين أيدينا فسلم فاستأذن ثلاث مرات وأم الهيثم وراء الباب تسمع الكلام وتريد أن يزيد لها رسول الله صلى الله عليه وسلّم فلما أراد أن ينصرف خرجت أم الهيثم خلفه فقالت : يا رسول الله قد سمعت والله تسليمك ولكن أردت أن تزيدنا من صلاتك فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلّم خيرا وقال لها : أين أبو الهيثم ما أراه ؟ قالت هو قريب ذهب يستعذب لنا الماء ادخلوا فإنه يأتي الساعة إن شاء الله فبسطت لنا بساطا تحت شجرة فجاء أبو الهيثم وفرح بهم وقرت عينه بهم وصعد على نخلة فصرم ( صرم : يصرم النخل أي حين يقطع ثمر النخل . النهاية [ 3 / 26 ] ص ) عذقا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : حسبك يا أبا الهيثم قال : يا رسول الله تأكلون من رطبه ومن بسره ومن تذنوبه ثم أتاهم بماء فشربوا عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : هذا من النعيم الذي تسألون عنه وقام أبو الهيثم ليذبح لهم شاة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : إياك واللبون وقامت أم الهيثم تعجن لهم وتخبز ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأبو بكر وعمر رؤوسهم للقائلة فانتبهوا وقد أدرك طعامهم فوضع الطعام بين أيديهم فأكلوا وشبعوا وحمدوا الله وردت عليهم أم الهيثم بقية العذق فأكلوا من رطبه ومن تذنوبه فسلم عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم ودعا لهم بخير ثم قال لأبي الهيثم : إذا بلغك أن قد أتانا رقيق فأتنا وقالت له أم الهيثم : لو دعوت لنا ؟ قال : أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة قال أبو الهيثم : فلما بلغني أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلّم رقيق أتيته فأعطاني رأسا فكاتبته على أربعين ألف درهم فما رأيت رأسا كان أعظم بركة منه .
( البزار ع عق وابن مردويه ق في الدلائل ص ) ( وقصة أبو الهيثم التيهان أوردها الترمذي في الشمائل رقم ( 134 ) ص )