18615 - عن عبد الله الهوزني ( عبد الله بن لحي الحميري أبو عامر الهوزني الحمصي . خلاصة الكمال ( 2 / 114 ) ص ) قال : لقيت بلالا مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقلت : يا بلال حدثني كيف كان نفقته صلى الله عليه وسلّم ؟ فقال : ما كان له شيء كنت أنا الذي ألي ذلك منه منذ بعثه الله D حتى توفي وكان إذا أتاه الإنسان المسلم فرآه عاريا يأمرني به فأنطلق فأستقرض فأشتري البردة فأكسوه وأطعمه حتى اعترضني رجل من المشركين فقال : يا بلال إن عندي سعة فلا تستقرض من أحد إلا مني ففعلت فلما كان ذات يوم توضأت ثم قمت لأؤذن بالصلاة فإذا المشرك قد أقبل في عصابة من التجار فلما رآني قال : يا حبشي قلت : لبيك فتجهمني وقال لي قولا عظيما فقال : أتدري كم بينك وبين الشهر ؟ قلت : قريب قال : إنما بينك وبينه أربع وآخذك بالذي لي عليك فإني لم أعطك الذي أعطيتك من كرامتك ولا كرامة صاحبك علي ولكن أعطيتك لأتخذك لي عبدا فأردك ترعى الغنم كما كنت قبل ذلك فأخذ في نفسي ما يأخذ في أنفس الناس فانطلقت ثم أذنت بالصلاة حتى إذا صليت العتمة رجع رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى أهله فاستأذنت عليه فأذن لي فقلت : يا رسول الله إن المشرك الذي كنت أدنت منه قال لي كذا وكذا وليس عندك ما تقضي عني وليس عندي وهو فاضحي فأذن لي أن آتي إلى بعض هؤلاء الأحياء الذين قد أسلموا حتى يرزق الله رسوله ما يقضي عني فخرجت حتى أتيت منزلي فجعلت سيفي وجرابي ومحجني ونعلي عند رأسي واستقبلت بوجهي الأفق فكلما نمت ساعة انتبهت فإذا رأيت علي ليلا نمت حتى ينشق عمود الصبح الأول .
فأردت أن أنطلق فإذا إنسان يسعى يدعو يا بلال أجب رسول الله صلى الله عليه وسلّم فانطلقت حتى أتيته فإذا أربع ركائب مناخات ( أناخ الرجل الجمل إناخة والمناخ بضم الميم موضع الإناخة . المصباح المنير ( 2 / 865 ) ص ) عليهن أحمالهن فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم فاستأذنت فقال : أبشر فقد جاءك الله بقضاءك فحمدت الله D فقال : ألم تمر على الركائب المناخات الأربع ؟ قلت : بلى قال : إن لك رقابهن وما عليهن فإن عليهن كسوة وطعاما أهداهن إلي عظيم فدك فاقبضهن ثم اقض دينك ففعلت فحططت عنهن أحمالهن ثم علفتهن ثم قمت إلى تأذيني صلاة الصبح حتى إذا صلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم خرجت إلى البقيع فجعلت أصبعي في أذني فناديت فقلت : من كان يطلب رسول الله صلى الله عليه وسلّم بدين فليحضر فما زلت أبيع وأقضي حتى لم يبق على رسول الله صلى الله عليه وسلّم دين في الأرض حتى فضل في يدي أوقيتان أو أوقية ونصف ثم انطلقت إلى المسجد وقد ذهب عامة النهار وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلّم قاعد في المسجد وحده فسلمت عليه فقال لي : ما فعل ما قبلك ؟ قلت قد قضى الله كل شيء كان على رسول الله صلى الله عليه وسلّم فلم يبق شيء فقال : أفضل شيء ؟ فقلت : نعم قال : انظر أن تريحني منها فإني لست داخلا على أحد من أهلي حتى تريحني منه فلم يأتنا أحد حتى أمسينا فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم العتمة دعاني فقال لي : ما فعل الذي قبلك ؟ قلت : هو معي لم يأتنا أحد فبات في المسجد حتى أصبح فظل اليوم الثاني حتى كان في آخر النهار جاء راكبان فانطلقت بهما فأطعمتهما وكسوتهما حتى إذا صلى العتمة دعاني فقال لي : ما فعل الذي قبلك ؟ فقلت قد أراحك الله منه يا رسول الله فكبر وحمد الله شفقا من أن يدركه الموت وعنده ذلك ثم اتبعته حتى جاء أزواجه فسلم على امرأة امرأة حتى أتى مبيته فهو الذي سألتني عنه .
( طب )