17015 - عن علي بن معبد : ثنا رزق الله بن عبد الله أبو عبد الله : ثنا محمد بن عبد الله العرزمي عن أبي إسحاق السبيعي عن الأصبغ بن نباتة عن علي بن أبي طالب قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال له عبد الله بن سلام : يا رسول الله ألا أحدثك بحديث عجيب في بني إسرائيل ؟ قال : وما ذاك ؟ قال : خرج حمير بن عبد الله متصيدا فلما أقفرت به الأرض إذا حية قد انسابت بين قوام دابته حتى قامت على ذنبها فقالت يا حمير أعذني أظلك الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله الحديث بطوله .
( كر ) وتمام قلت : وجدت تتمة الحديث في حلية أبي نعيم C تعالى في ترجمة سفيان بن عيينة فأحببت أن أذكره وهو هذا ( الحديث أخرجه أبو نعيم في الحلية ( 7 / 292 ) في ترجمة سفيان بن عيينة . ص ) قال يحيى بن عبد الحميد الحماني : كنت في مجلس سفيان بن عيينة فاجتمع عنده ألف إنسان أو يزيدون أو ينقصون فالتفت في آخر مجلسه إلى رجل كان عن يمينه فقال : قم حدث القوم بحديث الحية فقال الرجل : اسندوني فأسندناه وشال جفون عينيه ثم قال : ألا فاستمعوا وعوا حدثني أبي عن جدي أن رجلا كان يعرف بابن حمير وكان له ورع وكان يصوم النهار ويقوم الليل وكان مبتلى بالقنص ( القنص : القناص مفتوحا مشددا الصائد والقنص بفتحتين : الصيد وقنصه : صاده وبابه ضرب . المختار ( 436 ) ص ) فخرج ذات يوم يتصيد فبينما هو سائر إذا عرضت له حية فقالت يا محمد بن حمير أجرني أجارك الله فقال لها محمد بن حمير : ممن ؟ قالت : من عدو قد ظلمني قال لها : وأين عدوك ؟ قالت له : ورائي قال لها : ومن أي أمة أنت ؟ قالت : من أمة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال : ففتحت لها ردائي وقلت ادخلي فيه قالت : يراني عدوي قال : فشلت طمري وقلت ادخلي بين طمري وبطني قالت : يراني عدوي قلت لها : فما الذي أصنع بك قالت : إن أردت اصطناع المعروف فافتح لي فاك حتى أنساب فيه فقلت أخشى أن تقتليني فقالت : لا والله لا أقتلك والله شاهد علي بذلك وملائكته وأنبياؤه وحملة عرشه وسكان سمواته أن لا أقتلك .
قال محمد : ففتحت فمي فانسابت فيه ثم مضيت فعارضني رجل معه صمصامة فقال يا محمد قلت وما تشاء ؟ قال : هل لقيت عدوي ؟ قلت ومن عدوك قال : حية قلت اللهم لا واستغفرت ربي من قولي لا مائة مرة وقد علمت أن هي ثم مضيت قليلا فإذا بها قد أخرجت رأسها من فمي وقالت : انظر هل مضى هذا العدو فالتفت فلم أر أحدا فقلت لم أر أحدا إن أردت أن تخرجي فاخرجي فلم أر إنسانا فقالت : الآن يا محمد اختر لنفسك واحدة من اثنتين إما أن أفتت كبدك وإما أن أثقب فؤادك فأدعك بلا روح فقلت يا سبحان الله أين العهد الذي عهدت إلي واليمين الذي حلفت لي ما أسرع ما نسيتيه وخنتيني قالت يا محمد ما رأيت أحمق منك لم نسيت العداوة التي كانت بيني وبين أبيك آدم حيث أخرجته من الجنة على أي شيء طلبت اصطناع المعروف مع غير أهله ؟ قلت لها : ولا بد أن تقتليني قالت : لا بد من ذلك قلت لها فأمهليني حتى آتي تحت هذا الجبل فأمهد لنفسي موضعا قالت : شأنك وما تريد قال محمد فمضيت أريد الجبل وقد أيست من الحياة فرفعت طرفي إلى السماء وقلت : يا لطيف يا لطيف إلطف بي بلطفك الخفي يا لطيف يا قدير أسألك بالقدرة التي استويت بها على العرش فلم يعلم العرش أين مستقرك منه يا حليم يا عليم يا علي يا عظيم يا حي يا قيوم يا الله إلا كفيتني هذه الحية ثم مشيت فعارضني رجل صبيح الوجه طيب الرائحة نقي الثوب من الدرن فقال لي : سلام عليك قلت وعليك السلام يا أخي قال : ما لي أراك قد تغير لونك واضطرب كونك ؟ قلت من عدو ظلمني قال لي : وأين عدوك قلت في جوفي قال لي افتح فاك ففتحت فمي فوضع فيه مثل ورقة زيتونة خضراء ثم قال : امضغ وابلع فمضغت وبلعت قال محمد : فلم ألبث إلا يسيرا حتى مغصني بطني ودارت في بطنى فرميت بها من أسفل قطعة قطعة وذهب عني ما كنت أجد من الخوف فتعلقت بالرجل وقلت : يا أخي من أنت الذي من الله علي بك فضحك ثم قال : ألا تعرفني ؟ قلت : اللهم لا قال : يا محمد بن حمير إنه لما كان بينك وبين هذه الحية ما كان ودعوت بذلك الدعاء ضجت ملائكة السبع السموات إلى الله D فقال : وعزتي وجلالي بعيني كلما فعلت الحية بعبدي وأمرني سبحانه وتعالى وأنا يقال لي المعروف مستقري في السماء الرابعة أن أنطلق إلى الجنة فخذ ورقة خضراء من شجرة طوبى والحق بها عبدي محمد بن حمير يا محمد عليك باصطناع المعروف فإنه يقي مصارع السوء وإنه إن ضيعه المصطنع إليه لم يضع عند الله D انتهى ما ذكره في الحلية