1737 - عن محمد بن إسحاق عن النعمان بن سعد أن أربعين من اليهود دخلوا على علي فقالوا له : صف لنا ربك هذا الذي في السماء كيف هو - وكيف كان ؟ ومتى كان ؟ وعلى أي شيء هو ؟ فقال علي : معشر اليهود اسمعوا مني ولا تبالوا أن تسألوا أحدا غيري إن ربي D هو الأول لم يبد مما ولا ممازج ( ولا تبلوا أن لا تسألوا - حلية لأبي نعيم . ) معما لا حال وهما ولا شبح يتقصا ولا محجوب فيحوى ولا كان بعد أن يكن فيقال حادث بل جل أن يكيف بتكيف الأشياء ( تكيف الأشياء ) .
كيف كان بل لم يزل ولا يزول لاختلاف الأزمان ولا تقلب شان بعد شان وكيف يوصف بالأشباح وكيف ينعت بالألسن الفصاح من لم يكن بالأشياء فقال كائن ولم يبن منها فيقال بائن ( في الحلية فيقول بائن ولم يبن عنها كائن ) بل هو بلا كيفية وهو أقرب من حبل الوريد وأبعد في الشبه من كل بعيد لا يخفى عليه من عباده شخوص لحظة ولا كرور لفظة ولا ازدلاف ربوة ( في الحلية رقوة لعل الصواب رتوة ) ولا انبساط خطوة في غسق ليل داج ولا إدلاج ولا يتغشى عليه القمر المنير ولا انبساط الشمس ذات النور بضوءهما في الكرور ولا إقبال ليل مقبل ولا إدبار نهار مدبر إلا وهو محيط بما يريد من تكوينه فهو العالم بكل مكان وكل حين وأوان وكل نهاية ومدة والأمد إلى الخلق مضروب والحد إلى غيره منصوب ( منسوب ) لم يخلق الأشياء من أصول أولية ولا بأوائل كانت قبله بدية بل خلق ما خلق فأقام خلقه فصور فأحسن صورته توحد في علوه فليس لشيء منه امتناع ولا له بطاعة شيء من خلقه انتفاع أجابته للداعين شريعة ( في الحلية - سريعة ) والملائكة في السموات والأرضين له مطيعة علمه بالأموات البائدين كعلمه بالأحياء المنقلبين وعلمه بما في السموات العلى كعلمه بما في الأرضين السفلى وعلمه بكل شيء لا تحيره الأصوات ولا تشغله اللغات سميع للأصوات المختلفة فلا جوارح فيه ( في الحلية بلا جوارح له ) مؤتلفة مدبر بصير عالم بالأمور حي قيوم سبحانه كلم موسى تكليما بلا جوارح ولا أدوات ولا شفة ولا لهوات سبحانه وتعالى عن تكيف ( تكيف الصفات ) .
من زعم أن إلهنا ممدود ( في الحلية محدود . ) فقد جهل الخالق المعبود ومن ذكر أن الأماكن به تحيط لزمته الحيرة والتخليط بل هو المحيط بكل مكان فإن كنت صادقا أيها المتكلف لوصف الرحمن بخلاف التنزيل ( زاد في الحلية - والبرهان . ) فصف لنا جبرئيل وميكائيل وإسرافيل هيهات أتعجز ( اتعجز . ) عن صفة مخلوق مثلك وتصف الخالق المعبود وإنما لا تدرك صفة رب الهيئة والأدوات فكيف من لا تأخذه سنة ولا نوم وله ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وهو رب العرش العظيم .
( حل ) وقال من حديث النعمان . ( كذا رواه ابن إسحاق مرسلا )