1569 - ومن مسند أبي بن كعب عن أبي الأسود الدؤلي أنه أتى إلى عمران بن حصين فقال : إني خاصمت أهل القدر حتى أخرجوني ( كذا ولعله احرجوني أي ضيقوا علي ) فهل عندك من حديث لعل الله أن ينفعني به ؟ قال : لعلي إن حدثتك حديثا تيأس عليه أذنك صار كأنك لم تسمعه قال : ما جئت لذلك قال : فإن الله تبارك وتعالى لو عذب أهل السموات السبع وأهل الأرضين السبع عذبهم وهو غير ظالم لهم ولو أدخلهم في رحمته لكانت رحمته أوسع من ذنوبهم كما قال : { يعذب من يشاء ويرحم من يشاء } فمن عذب فهوالحق ومن رحم فهو الحق ولو كانت الجبال ذهبا أو ورقا فأنفقها ( كذا ) في سبيل الله ولم يؤمن بالقدر خيره وشره لم ينفعك ( كذا ) واخرج فاسأل قال : فخرجت إلى المسجد فإذا بعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب فسألتهما فقال عبد الله بن مسعود يا أبي أخبره قال : أبي بل أنت يا أبا عبد الرحمن أخبره فجاء بمثل حديث عمران بن حصين لم يزد قليلا ولا كثيرا كأنه يسمع قوله ثم قال يا أبي أكذلك تقول قال : نعم .
( ابن جرير )