1561 - عن الحارث قال جاء رجل إلى علي فقال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن القدر . قال : طريق مظلم لا تسلكه . قال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن القدر . قال بحر عميق لا تلجه . قال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن القدر . قال : سر الله قد خفي عليك فلا تفشه . قال : يا امير المؤمنين أخبرني عن القدر . قال : يا أيها السائل إن الله خالقك كما شاء أو كما شئت ؟ قال : بل كما شاء . قال : فيستعملك كما شاء أو كما شئت ؟ قال : بل كما شاء . قال : فيبعثك يوم القيامة كما شاء أو كما شئت ؟ قال : بل كما شاء . قال : أيها السائل ألست تسأل الله ربك العافية ؟ قال بلى . قال : فمن أي شيء تسأله العافية أمن البلاء الذي ابتلاك به أم من البلاء الذي ابتلاك به غيره ؟ قال : من البلاء الذي ابتلاني به . قال : يا أيها السائل تقول لا حول ولا قوة إلا بمن ؟ قال : إلا بالله العلي العظيم . قال : فتعلم ما في تفسيرها ؟ قال : ؟ ؟ تعلمني مما علمك يا أمير المؤمنين . قال : إن تفسيرها : لا يقدر على طاعة الله ولا يكون له قوة في معصية الله في الأمرين جميعا إلا بالله . أيها السائل ألك مع الله مشيئة ؟ ( كذا وزاد في المنتخب أو دون الله مشيئة ؟ ) فإن قلت لك دون الله مشيئة فقد اكتفيت بها عن مشيئة الله وإن زعمت أن لك فوق الله مشيئة فقد ادعيت مع الله شركا في مشيئته . أيها السائل إن الله يشج ويداوي فمنه الدواء ومنه الداء . أعقلت عن الله أمره ؟ قال نعم . قال علي : الآن أسلم أخوكم فقوموا فصافحوه . ثم قال علي : لو أن عندي رجلا من القدرية لأخذت برقبته ثم لا أزال أجأها حتى أقطعها فإنهم يهود هذه الأمة ونصارها ومجوسها .
( كر )