14405 - عن ابن عباس قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلّم جيشا وأمر عليهم رجلا من الأنصار وأمرهم أن يسمعوا له وأن يطيعوا فسار فنزل منزلا فوجد عليهم في بعض الأمر فقال : أو ليس قد أمركم رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن تطيعوني ؟ قالوا : بلى قال وهم عند غيضة قال : فإني أعزم عليكم أن يقوم كل رجل منكم حتى يحمل وقره ( وقرة : الوقر بالكسر : الحمل . المختار ( 580 ) ب ) من هذه الغيضة ( الغيضة : بالفتح : الأجمة وهي مغيض ما يجتمع فينبت فيه الشجر . والجمع : غياض وأغياض . المختار ( 382 ) ب ) حتى تجمعوه فجمعوه فأوقد فيه النار حتى صارت نارا ضخمة ثم قال : عزمت عليكم إلا وقعتم فيها فقال بعضهم : إنما نفر من النار وقام آخرون ليقعوا فيها فمنعهم الآخرون فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلّم ذكروا له ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلّم للذين أبوا ما منعكم أن تقعوا فيها ؟ فقالوا : أمرتنا أن نطيعه فعزم علينا أن نقع فيها فقال النبي صلى الله عليه وسلّم : أما أنتم فقد أحسنتم حين منعتموهم واما أنتم فلو وقعتم فيها ما خرجتم منها أبدا إنما الطاعة في المعروف .
( ابن جرير )