14242 - عن عثمان بن عبد الله القرشي : حدثنا يوسف بن أسباط عن مخلد الضبي عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن أبي ذر قال : لما كان أول يوم في البيعة لعثمان اجتمع المهاجرون والأنصار في المسجد وجاء علي ابن أبي طالب فأنشأ يقول : إن أحق ما ابتدأ به المبتدؤون ونطق به الناطقون وتفوه به القائلون حمد الله وثناء عليه بما هو أهله والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلّم فقال : الحمد لله المتفرد بدوام البقاء المتوحد بالملك الذي له الفخر والمجد والسناء خضعت الآلهة لجلاله يعني الأصنام وكل ما عبد من دونه ووجلت القلوب من مخافته ولا عدل له ولا ند له ولا يشبهه أحد من خلقه ونشهد له بما شهد لنفسه وأولو العلم من خلقه أن لا إله إلا هو ليست له صفة تنال ولا حد تضرب له فيه الأمثال المدر صوب ( المدر : الطين المتماسك . النهاية ( 4 / 309 ) ب .
صوب : الصوب نزول المطر والصيب مثله وصوبت الفرس إذا أرسلته في الجرى . الصحاح للجوهري ( 1 / 165 ) ب ) الغمام ببنان ( ببنان النطاق : البنان : الأصابع . النهاية ( 1 / 157 ) ب .
والنطاق : النطق جمع نطاق وهي أعراض من جبال بعضها فوق بعض أي نواح وأوساط منها شبهت بالنطق التي يشد بها أوساط الناس . انتهى . النهاية ( 5 / 75 ) ب ) النطاق ومهطل الرباب ( الرباب : يقال أربت السحابة بهذه البلدة إذا دامت وأرض مرب : لا يزال بها مصر ولذلك سمي السحاب ربابا . ويقال : الرباب السحاب المتعلق دون السحاب يكون أسود الواحدة ربابة . انتهى . مقاييس اللغة ( 2 / 382 ) ب ) بوابل الطل فرش الفيافي ( الفيافي : هي البراري الواسعة جمع فيفاء . النهاية ( 3 / 485 ) ب .
الآكام : الآكام بالكسر جمع أكمة وهي الرابية وتجمع الآكام على أكم والأكم على آكام . النهاية ( 1 / 59 ) ب ) والآكام بتشقيق الدمن ( الدمن : الدمن جمع دمنة : وهي ما تدمنه الإبل والغنم بأبوالها وأبعارها أي تلبده في مرابضها فربما نبت فيها النبات الحسن النضير . انتهى . النهاية ( 2 / 134 ) ب ) وأنيق الزهر وأنواع المتحسن من النبات وشق العيون من جيوب المطر إذ شبعت الدلاء حياة للطير والهوام والوحش وسائر الأنام والأنعام فسبحان من يدان لدينه ولا يدان لغير دينه دين وسبحان الذي ليس له صفة نفر موجود ولا حد محدود ونشهد أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم عبده المرتضى ونبيه المصطفى ورسوله المجتبى أرسله الله إلينا كافة والناس أهل عبادة الأوثان وخضوع الضلالة يسفكون دماءهم ويقتلون أولادهم ويحيفون سبيلهم عيشهم الظلم وأمنهم الخوف وعزهم الذل فجاء رحمة حتى استنقذنا الله بمحمد صلى الله عليه وسلّم من الضلالة وهدانا بمحمد صلى الله عليه وسلّم من الجهل ونحن معاشر العرب أضيق الأمم معاشا وأخسهم رياشا ( رياشا : الرياش والريش ما ظهر من اللباس كاللبس واللباس ويقع الرياش على الخصب والمعاش والمال المستفاد . الدر النثير تلخيص النهاية للسيوطي ( 2 / 126 ) ) جل طعامنا الهبيد يعني شحم الحنظل وجل لباسنا الوبر والجلود مع عبادة الأوثان والنيران وهدانا بمحمد صلى الله عليه وسلّم بعد أن أمكنه الله شعلة النور فأضاء بمحمد صلى الله عليه وسلّم مشارق الأرض ومغاربها فقبضه الله إليه فإنا لله وإنا إليه راجعون ما أجل رزيته وأعظم مصيبته فالمؤمنون فيهم سواء مصيبتهم فيه واحدة .
فقام مقامه أبو بكر الصديق فوالله يا معشر المهاجرين ما رأيت خليفة أحسن أخذا بقائم السيف يوم الردة من أبي بكر الصديق يومئذ قام مقاما أحيا الله به سنة النبي صلى الله عليه وسلّم فقال : والله لو منعوني عقالا لأجاهدنهم في الله فسمعت وأطعت لأبي بكر وعلمت أن ذلك خير لي فخرج من الدنيا خميصا ( خميصا : يقال رجل خمصان وخميص إذا كان ضامر ؟ ؟ البطن ولجمع الخميص خماص . ( 2 / 80 ) ب ) وكيف لا أقول هذا في أبي بكر وأبو بكر ثاني اثنين وكانت ابنته ذات النطاقين يعني أسماء تتنطق بعباءة له وتخالف بين رأسها وما معها يعني رغيفين في نطاقها فتروح بهما إلى محمد صلى الله عليه وسلّم وكيف لا أقول هذا وقد اشترى سبعة ثلاث نسوة وأربعة رجال كلهم أوذي في الله وفي رسول الله وكان بلال منهم وتجهز رسول الله صلى الله عليه وسلّم بماله ومعه يومئذ أربعون ألفا فدفعها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فهاجر بها إلى طيبة ثم قام مقامه الفاروق عمر بن الخطاب شمر عن ساقيه وحسر عن ذراعيه لا تأخذه في الله لومة لائم كنا نرى أن السكينة تنطق على لسانه وكيف لا أقول هذا ورأيت النبي صلى الله عليه وسلّم بين أبي بكر وعمر فقال هكذا نحيى وهكذا نموت وهكذا نبعث وهكذا ندخل الجنة وكيف لا أقول هذا في الفاروق والشيطان يفر من حسه فمضى شهيدا رحمة الله عليه وقد علمتم معشر المهاجرين أنه ما فيكم مثل أبي عبد الله يعني عثمان بن عفان أو ليس قد زوجه النبي صلى الله عليه وسلّم ابنتيه ثم أتاه جبريل فقال حين أوعز إليه وهو في المقبرة : يا محمد إن الله يأمر أن تزوج عثمان أختها .
وكيف لا أقول هذا وقد جهز أبو عبد الله جيش العسرة وهيأ للنبي صلى الله عليه وسلّم سخينة ( سخينة : أي طعام حار يتخذ من دقيق وسمن وقيل : دقيق وتمر أغلظ من الحساء وأرق من العصيدة وكانت قريش تكثر من أكلها فعيرت بها حتى سموا سخينة . انتهى . النهاية ( 2 / 351 ) ب ) أو نحوها فأقبل بها في صحفة وهي تفور فوضعها تلقاء النبي صلى الله عليه وسلّم فقال النبي صلى الله عليه وسلّم : كلوا من حافتها ولا تهدوا ذروتها فإن البركة تنزل من فوقها ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن يؤكل الطعام سخنا جدا فلما أكل رسول الله صلى الله عليه وسلّم السخينة أو نحوها من سمن وعسل وطحين مد رسول الله صلى الله عليه وسلّم يده إلى فاطر البرية ثم قال : غفر الله لك يا عثمان ما تقدم من ذنبك وما تأخر وما أسررت وما أعلنت اللهم لا تنس هذا اليوم لعثمان معشر المهاجرين تعلمون أن بعير أبي جهل ند ( ند : ند البعير يند بالكسر ندا بالفتح وندادا بالكسر وندودا بالضم نفر وذهب على وجهه شاردا . المختار ( 517 ) ب ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : يا عمر ائتنا بالبعير فانطلق البعير إلى عير أبي سفيان وكان عليه حلقة مزموم بها من ذهب أو فضة وكان عليه جل ( جل : الجل واحد جلال الدواب . المختار ( 80 ) ب .
مدبج : هو الذي زينت أطرافه بالديباج . النهاية ( 2 / 97 ) ب ) مدبج كان لأبي جهل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم لعمر : ائتنا بالبعير فقال عمر : يا رسول الله إن من هناك يعني ملأ قريش من عدي ( عدى : التعدى : مجاوزة الشيء إلى غيره يقال : عداه تعدية فتعدى أي تجاوز . المختار ( 331 ) ب ) أقل من ذلك فعلم رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن العدد والمادة لعبد مناف فوجه رسول الله صلى الله عليه وسلّم عثمان إلى عير أبي سفيان ليأتي بالبعير فانطلق عثمان على قعوده وكان النبي صلى الله عليه وسلّم معجبا به جدا حتى أتى أبا سفيان فقام إليه مبجلا معظما وقد احتبى بملائته فقال أبو سفيان : كيف خلفت ابن عبد الله ؟ فقال له عثمان : بين هامات قريش وذروتها وسنام قناعتها يا أبا سفيان هو علم من أعلامها يا أبا سفيان سما محمد صلى الله عليه وسلّم شمسا ماطرة وبحارا زاخرة وعيونه هماعة وولاؤه ( هماعة : الهموع بفتح الهاء : السائل وبالضم : السيلان . وقد همعت عينه أي دمعت . المختار ( 553 ) ب .
وولاؤه : لعل الصواب : ولواؤه . ب ) رافعة يا أبا سفيان فلا عري من محمد فخرنا ولا قصم بزوال محمد ظهرنا فقال أبو سفيان : يا أبا عبد الله اكرم بابن عبد الله ذاك الوجه كأنه ورقة مصحف إني لأرجو أنه يكون خلفا من خلف وجعل أبو سفيان يفحص بيده مرة ويركض الأرض برجله أخرى ثم دفع البعير إلى عثمان فقال علي : فأي مكرمة أسنى وأفضل من هذه لعثمان حتى مضى أمر الله فيمن أراد ثم إن أبا سفيان دعا بصحفة كثيرة الإهالة ( الإهالة : كل شيء من الأدهان مما يؤتدم به إهالة . النهاية ( 1 / 84 ) ب ) ثم دعا بظلمة ( بظلمة : لعله بظليمة والمظلوم : اللبن يشرب قبل أن يبلغ الروب وكذلك الظليم والظليمة . وقد ظلم وطبه ظلما إذا سقى منه قبل أن يروب ويخرج زبده . الصحاح للجوهري ( 5 / 1978 ) ب ) فقال : دونك يا أبا عبد الله فقال أبو عبد الله : قد خلفت النبي صلى الله عليه وسلّم على حد لست أقدر أن أطعم فأبطأ أبو عبد الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم قد أبطأ صاحبنا بايعوني فقال أبو سفيان : إن فعلت وطعمت من طعامنا رددنا عليك البعير برمته ( برمته : أصله أن رجلا دفع رجل بعيرا بحبل في عنقه فقيل ذلك لكل من دفع شيئا بجملته : " دفع إليه الشيء برمته " . المختار ( 205 ) ب ) فنال أبو عبد الله من طعام أبي سفيان وأقبل عثمان بعد ما بايعوا النبي صلى الله عليه وسلّم .
ثم قال علي : أناشدكم الله إن جبريل نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال : يا محمد لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي فهل تعلمون هذا كان لغيري أناشدكم الله هل تعلمون أن جبريل نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال : يا محمد إن الله يأمرك أن تحب عليا وتحب من يحبه فإن الله يحب عليا ويحب من يحبه قالوا : اللهم نعم قال : أناشدكم الله هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال : لما أسري بي إلى السماء السابعة رفعت إلى رفارف من نور ثم رفعت إلى حجب من نور فأوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلّم أشياء فلما رجع من عنده نادى مناد من وراء الحجب يا محمد نعم الأب أبوك إبراهيم نعم الأخ أخوك علي تعلمون معاشر المهاجرين والأنصار كان هذا . فقال عبد الرحمن بن عوف من بينهم : سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلّم بهاتين وإلا فصمتا أتعلمون أن أحدا كان يدخل المسجد جنبا غيري قالوا : اللهم لا هل تعلمون أني كنت إذا قاتلت عن يمين النبي صلى الله عليه وسلّم قاتلت الملائكة عن يساره قالوا : اللهم نعم فهل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال : أنت مني بمنزلة هارون من موسى ألا إنه لانبي بعدي وهل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان آخى بين الحسن والحسين فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول : يا حسن مرتين فقالت فاطمة : يا رسول الله إن الحسين لأصغر منه وأضعف ركنا منه فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلّم : ألا ترضين أن أقول أنا : هي ( هي : بالفتح وتشديد الياء المكسورة اسم فعل للأمر بمعنى أسرع فيما أنت فيه ) يا حسن ويقول جبريل : هي يا حسين فهل لخلق مثل هذه المنزلة نحن صابرون ليقضي الله أمرا كان مفعولا .
( كر )