14210 - { مسند عمر } عن الليث بن سعد قال : كتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص من عبد الله أمير المؤمنين إلى عمرو بن العاص سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإني فكرت في أمرك الذي أنت عليه فإذا أرضك أرض واسعة عريضة رفيعة قد أعطى الله أهلها عددا وجلدا ( جلدا : الجلد : القوة والصبر . النهاية ( 1 / 284 ) ب ) وقوة في بر وبحر وأنها لا تؤدي نصف ما كانت تؤديه من الخراج قبل ذلك على قحوط ( قحوط : القحط : الجدب . وقحط المطر يقحط قحوطا إذا احتبس . الصحاح للجوهري ( 3 / 1151 ) ب .
جدوب : الجدب : نقيض الخصب . ومكان جدب أيضا وجديب : بين الجدوبة . وأرض جدبة وأرض جدوب . الصحاح للجوهري ( 1 / 97 ) ب ) ولا جدوب ولقد أكثرت من مكاتبتك في الذي على أرضك من الخراج فظننت أن ذلك شيئا بينا على غير نزر ( نزر : النزر : القليل التافة . وقد نزر الشيء بالضم ينزر نزارة وعطاء منزوور أي قليل وقولهم : فلان لا يعطي حتى ينزر : أي يلح عليه ويصغر من قدره الصحاح للجوهري ( 2 / 826 ) ب ) ورجوت أن تفيق فترجع إلى ذلك فإذا أنت تأتيني بمعاريض ( بمعاريض : المعاريض جمع معراض من التعريض وهو خلاف التصريح من القول . النهاية ( 3 / 212 ) ب ) تغتالها ولا توافق الذي في نفسي ولست قابلا منك دون الذي كانت تؤخذ به من الخراج قبل ذلك ولست أدري مع ذلك ما الذي أنفرك من كتابي فلئن كنت مجزما ( مجزما : جزم الشيء قطعه ومنه جزم الحرف . المختار ( 76 ) ب ) كافيا صحيحا فإن البراءة لنافعة ولئن كنت مضيعا فطنا ( فطنا : الفطنة كالفهم تقول : فطن للشيء يفطن بالضم فطنة وفطن بالكسر فطنة أيضا وفطانة وفطأنية بفتح الفاء فيهما ورجل فطن بكسر الطاء وضمها . المختار ( 399 ) ب ) فإن الأمر على غير ما تحدث به نفسك وقد تركت أن أبتلي ذلك منك في العام الماضي رجاء أن تفيق فترجع إلى ذلك وقد علمت أنه لم يمنعك من ذلك إلا عمالك عمال السوء وما تواليت عليه وتلفق ( وتلفق : لفق الثوب وهو أن يضم شقة إلى أخرى فيخيطهما وبابه ضرب . وأحاديث ملفقة أي : أكاذيب مزخرفة . المختار ( 476 ) ب ) اتخذوك كهفا وعندي بإذن الله دواء فيه شفاء عما أسألك عنه فلا تجزع أبا عبد الله أن يؤخذ منك الحق وتعطاه فإن النهر يخرج الدر والحق أبلج ودعني وما عنه تتلجلج فإنه قد برح ( برح الخفاء : إذا ظهر . النهاية ( 1 / 114 ) ب ) الخفاء والسلام .
قال : فكتب إليه عمرو بن العاص بسم الله الرحمن الرحيم لعبد الله عمر أمير المؤمنين من عمرو بن العاص سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فقد بلغني كتاب أمير المؤمنين في الذي استبطأني فيه من الخراج والذي ذكر فيها من عمل الفراعنة قبلي وإعجابه من خراجها على أيديهم ونقص ذلك منها منذ كان الإسلام ولعمري الخراج يومئذ أوفر وأكثر والأرض أعمر لأنهم كانوا على كفرهم وعتوهم أرغب في عمارة أرضهم منا منذ كان الإسلام وذكرت أن النهر يخرج الدر فحلبتها حلبا قطع ذلك درها وأكثرت في كتابك وأنبت وعرضت وبرأت ( وبرأت : قال ابن فارس في مقاييس اللغة ( 1 / 236 ) : فأما الباء والراء والهمزة فأصلان إليهما ترجع فروع الباب أحدهما الخلق يقال : برأ الله الخلق يبرؤهم برءا . والبارئ الله جل ثناؤه . قال الله : " فتوبوا إلى بارئكم " وقال أمية : " الخالق البارئ المصور " والأصل الآخر : التباعد من الشيء ومزايلته من ذلك البرء وهو السلامة من السقم يقال : برئت وبرأت . ولعل معنى ( وبرأت ) يرجع إلى الأصل الثاني وهو التباعد من الشيء ومزايلته والله أعلم . ب ) وعلمت أن ذلك عن شيء نخفيه على غير خبير فجئت لعمري بالمفظعات ( المفظعات : المفظع : الشديد الشنيع . النهاية ( 3 / 459 ) ب .
المقذعات : هو الفحش من الكلام الذي يقبح ذكره يقال : أقذع له إذا أفحش في شتمه . النهاية ( 4 / 29 ) ب ) المقذعات ولقد كان لكم فيه من الصواب من القول رضين ( رضين : المرضون شبه المنضود من الحجارة ونحوها يضم بعضها إلى بعض في بناء أو غيره وفي نوادر الأعراب رضن على قبره وضمد ونضد ورثد كله واحد . ( هذا إذا كان لفظ رضين صحيح وأما إذا كان اللفظ ( رصين ) ولعله الصواب . فمعناه رصن الشيء بالضم رصانة فهو رصين ثبت وأرصنه : أثبته وأحكمه . ورصنه : أكمله . الأصمعي : رصنت الشيء أرصنه رصنا أكملته . والرصين : المحكم الثابت . انتهى . لسان العرب ( 13 / 181 ) ب ) صارم بليغ صادق وقد عملنا لرسول الله صلى الله عليه وسلّم ولمن بعده فكنا بحمد الله مؤدين لأمانتنا حافظين لما عظم الله من حق أئمتنا نرى غير ذلك قبيحا والعمل به سيئا فتعرف ذلك لنا وتصدق به قبلنا معاذ الله من تلك الطعم ( الطعم : ومنه حديث الحسن " وقتال على كسب هذه الطعمة " يعني الفيء والخراج . والطعمة بالكسر والضم : وجه المكسب يقال : هو طيب الطعمة وخبيث الطعمة وهي بالكسر خاصة حالة الأكل . النهاية ( 3 / 126 ) .
الشيم : والشيمة : الخلق . الصحاح للجوهري ( 5 / 1964 ) ب ) ومن شر الشيم والاجتراء على كل مأثم فاقبض عملك فإن الله قد نزهني عن تلك الطعم الدنية والرغبة فيها بعد كتابك الذي لم تستبق فيه عرضا تكرم فيه أخا والله يا ابن الخطاب لأنا حين يراد ذلك مني أشد لنفسي غضبا ولها إنزاها ( إنزاها : والنزاهة البعد عن السوء ويقال : سقت إبلى ثم نزهتها نزها أي باعدتها عن الماء وإن فلانا لنزيه كريم إذا كان بعيدا عن اللؤم . وهو نزيه الخلق . الصحاح للجوهري ( 6 / 2253 ) ب ) وإكراما وما علمت من عمل أرى علي فيه متعلقا ولكني حفظت ما لم تحفظ ولو كنت من يهود يثرب ما زدت يغفر الله لك ولنا وسكت عن أشياء كنت بها عالما وكان اللسان بها مني ذلولا ولكن الله عظم من حقك ما لا يجهل والسلام قال ابن قيس مولى عمرو بن العاص فكتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فقد عجبت من كثرة كتبي إليك في إبطائك بالخراج وكتابك إلي ببنيات ( ببنيات : وبنيات الطريق هي الطرق الصغار تتشعب من الجادة وهي الترهات . الصحاح للجوهري ( 6 / 2287 ) ب ) الطريق وقد علمت أني لست أرضى منك إلا بالحق البين ولم أقدمك إلى مصر أجعلها لك طعمة ولا لقومك لكني وجهتك لما رجوت من توفير الخراج وحسن سياستك فإذا أتاك كتابي هذا فاحمل الخراج فإنما هو فيء المسلمين وعندي من تعلم قوم محصورون والسلام فكتب إليه عمرو بن العاص بسم الله الرحمن الرحيم لعمر بن الخطاب من عمرو بن العاص سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فقد أتاني كتاب أمير المؤمنين يستبطئني في الخراج ويزعم أني أعند عن الحق أنكب عن الطريق وإني والله ما أرغب عن صالح ما تعلم ولكن أهل الأرض استنظروني إلى أن تدرك غلتهم فنظرت للمسلمين فكان الرفق بهم خيرا من أن يخرق بهم فنصير إلى ما لا غنى لهم عنه والسلام .
( ابن عبد الحكم أيضا )