14204 - عن جعفر بن عبد الله بن أبي الحكم قال : خرج عمرو بن العاص إلى بطريق ( البطريق : هو الحاذق بالحرب وأمورها بلغة الروم وهو ذو منصب وتقدم عندهم النهاية ( 1 / 135 ) ب ) عنه ( عنة : بضم اوله وتشديد ثانيه من مخاليف اليمن وقيل قرية باليمن معجم البلدان ( 6 / 233 ) . والله أعلم ) في نفر من أصحابه فقال له البطريق : مرحبا بك وأجلسه معه على سريره وحادثه وأطال ثم كلمه بكلام كثير وحاجه عمرو ودعاه إلى الإسلام فلما سمع البطريق كلامه وبيانه وآدابه قال بالرومية : يا معشر الروم أطيعوني اليوم واعصوني الدهر هذا أمير القوم ألا ترون كلما كلمته كلمة أجابني عن نفسه لا يقول : أشاور أصحابي وأذكر لهم ما عرضت علي فليس إلا أن نقتله قبل أن يخرج من عندنا : فتختلف العرب بيننا وبين أمرهم فقال من حوله من الروم ليس هذا برأي وكان قد دخل مع عمرو بن العاص رجل من أصحابه يعرف كلام الروم فألقى إلى عمرو ما قال الملك وخرج عمرو من عنده فلما خرج من الباب كبر وقال : لا أعود لمثل هذا أبدا وأعظم القوم ذلك وحمدوا الله على مارزقوا من السلامة وكتب عمرو بذلك إلى عمر فكتب إليه عمر الحمد لله على إحسانه إلينا وإياك والتغرير بنفسك أو بأحد من المسلمين في هذا وشبهه بحسب العلج ( العلج : الرجل من كفار العجم وغيرهم . النهاية ( 3 / 286 ) ب ) منهم أن يتكلم من مكان سواء بينك وبينه فتأمن غائلته ويكون أكسر له فلما قرأ عمرو بن العاص كتاب عمر رحم عليه ثم قال : ما الأب البر لولده بأبر من عمر بن الخطاب لرعيته .
( ابن سعد )