14180 - عن أبي بكر بن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال : لما حضر أبا بكر الموت أوصى بسم الله الرحمن الرحيم هذا عهد من أبي بكر الصديق عند آخر عهده بالدنيا خارجا منها وأول عهده بالآخرة داخلا فيها حيث يؤمن الكافر ويتقي الفاجر ويصدق الكاذب إني استخلفت من بعدي عمر بن الخطاب فإن عدل فذلك ظني فيه وإن جار وبدل فالخير أردت ولا أعلم الغيب { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون } ثم بعث إلى عمر فدعاه فقال : يا عمر أبغضك مبغض وأحبك محب وقد ما يبغض الخير ويحب الشر قال : فلا حاجة لي فيها قال : ولكن لها بك حاجة وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم وصحبته ورأيت إثرته أنفسنا على نفسه حتى أن كنا لنهدي لأهله فضل ما يأتينا منه ورأيتني وصحبتني وإنما اتبعت إثر من كان من قبلي والله ما نمت فحلمت ولا شهدت فتوهمت وإني لعلى طريق ما زغت تعلم يا عمر أن لله حقا في الليل لا يقبله بالنهار وحقا بالنهار لا يقبله بالليل وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق وحق لميزان أن يثقل لا يكون فيه إلا الحق وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل وحق لميزان أن يخف لا يكون فيه إلا الباطل إن أول ما أحذرك نفسك وأحذرك الناس فإنهم قد طمحت أبصارهم وانتفخت أهواؤهم وإن لهم لحيرة عن ذلة تكون وإياك أن تكونه فإنهم لن يزالوا خائفين لك فرقين منك ما خفت الله وفرقته وهذه وصيتي وأقرأ عليك السلام .
( كر )