14137 - عن ابن عباس أن عمر جلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلّم فصلى عليه ثم قال إن الله أبقى رسوله بين أظهرنا ينزل عليه الوحي من الله يحل به ويحرم به ثم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلّم فرفع منه ما شاء أن يرفع وأبقي ما شاء أن يبقى فتشبثنا ببعض وفاتنا بعض فكان مما كنا نقرأ من القرآن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ونزلت آية الرجم فرجم النبي صلى الله عليه وسلّم ورجمنا معه والذي نفس محمد بيده لقد حفظتها وقلتها وعقلتها لولا أن يقال كتب عمر في المصحف ما ليس فيه لكتبتها بيدي كتابا والرجم على ثلاث منازل حمل بين واعتراف من صاحبه أو شهود عدل كما أمر الله وقد بلغني أن رجالا يقولون في خلافة أبي بكر : إنها كانت فلتة ولعمري إنها كانت كذلك ولكن الله أعطى خيرها ووقي شرها وإياكم هذا الذي ينقطع إليه الأعناق كانقطاعها إلى أبي بكر إنه كان من شأن الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم توفي فأتينا فقيل لنا إن الأنصار قد اجتمعت في سقيفة بني ساعدة مع سعد بن عبادة يبايعون فقمت وقام أبو بكر وأبو عبيدة بن الجراح نحوهم فزعين أن يحدثوا في الإسلام فلقينا رجلين من الأنصار رجلا صدق عويمر بن ساعدة ومعن بن عدي فقالا : أين تريدون ؟ قلنا : قومكم لما بلغنا من أمرهم فقالا : ارجعوا فإنكم لن تخالفوا ولن يؤتى بشيء تكرهونه فأبينا إلا أن نمضى أنا أزوي ( أزوى : زويت في نفسي كلاما أي جمعت . النهاية ( 2 / 321 ) ب ) كلاما أن أتكلم به حتى انتهينا إلى القوم وإذا هم عكوف هنالك على سعد بن عبادة وهو على سرير له مريض فلما غشيناهم تكلموا فقالوا : يا معشر قريش منا أمير ومنكم أمير فقال الحباب بن المندر : أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب إن شئتم والله رددناها جذعة فقال أبو بكر : على رسلكم .
فذهبت لأتكلم فقال : أنصت يا عمر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا معشر الأنصار إنا والله ما ننكر فضلكم ولا بلاغكم في الإسلام ولا حقكم الواجب علينا ولكنكم قد عرفتم أن هذا الحي من قريش بمنزلة من العرب فليس بها غيرهم وأن العرب لن تجتمع إلا على رجل منهم فنحن الأمراء وأنتم الوزراء فاتقوا الله ولا تصدعوا الإسلام ولا تكونوا أول من أحدث في الإسلام ألا وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين لي ولأبي عبيدة بن الجراح فأيهما بايعتم فهو لكم ثقة قال : فوالله ما بقي شيء كنت أحب أن أقول إلا قد قاله يومئذ غير هذه الكلمة فوالله لأن أقتل ثم أحيى ثم أقتل ثم أحيى في غير معصية أحب إلي من أن أكون أميرا على قوم فيهم أبو بكر ثم قلت يا معشر المسلمين إن أولى الناس بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلّم من بعده ثاني اثنين إذ هما في الغار أبو بكر السباق المبين ثم أخذت بيده وبادرني رجل من الأنصار فضرب على يده قبل أن أضرب على يده فتتابع الناس وميل عن سعد بن عبادة فقال الناس : قتل سعد قتله الله ثم انصرفنا وقد جمع الله أمر المسلمين بأبي بكر فكانت لعمري فلتة كما أعطى الله خيرها من وقي شرها فمن دعا إلى مثلها فهو الذي لا بيعة له ولا لمن بايعه .
( ش )