14129 - عن أبي حذيفة إسحاق بن بشر القرشي قال : حدثنا محمد بن إسحاق قال : إن أبا بكر لما حدث نفسه أن يغزو الروم لم يطلع عليه أحد إذ جاءه شرحبيل بن حسنة فجلس إليه فقال : يا خليفة رسول الله تحدثك نفسك أنك تبعث إلى الشام جندا ؟ فقال : نعم قد حدثت نفسي بذلك وما أطلعت عليه أحدا وما سألتني عنه إلا لشيء قال : أجل يا خليفة رسول الله إني رأيت فيما يرى النائم كأنك تمشي في الناس فوق حرشفة ( الحرشفة : الأرض الغليظة ) من الجبل ثم أقبلت تمشي حتى صعدت قنة ( قنة : القن بالضم الجبل الصغير . القاموس ( 4 / 261 ) ب ) من القنان العالية فأشرفت على الناس ومعك أصحابك ثم إنك هبطت من تلك القنان إلى أرض سهلة دمثة ( دمثة : دمث المكان وغيره كفرح سهل ولان والدماثة سهولة الخلق . القاموس ( 1 / 167 ) ب ) فيها الزرع والقرى والحصون فقلت للمسلمين شنوا الغارة على أعداء الله وأنا ضامن لكم بالفتح والغنيمة فشد المسلمون وأنا فيهم معي راية فتوجهت بها إلى أهل قرية فسألوني الأمان فأمنتهم ثم جئت فأجدك قد جئت إلى حصن عظيم ففتح الله لك وألقوا إليك السلم ووضع الله لك مجلسا فجلست عليه ثم قيل لك يفتح الله عليك وتنصر فاشكر ربك واعمل بطاعته ثم قرأ : { إذا جاء نصر الله والفتح } إلى آخرها ثم انتبهت فقال له أبو بكر : نامت عيناك خيرا رأيت وخيرا يكون إن شاء الله .
ثم قال : بشرت بالفتح ونعيت إلي نفسي ثم دمعت عينا أبي بكر ثم قال : أما الحرشفة التي رأيتنا نمشي عليها حتى صعدنا إلى القنة العالية فأشرفنا على الناس فإنا نكابد من أمر هذا الجند والعدو مشقة ويكابدونه ثم نعلو بعد ويعلو أمرنا وأما نزولنا من القنة العالية إلى الأرض السهلة الدمثة والزرع والعيون والقرى والحصون فإنا ننزل إلى أمر أسهل مما كنا فيه من الخصب والمعاش وأما قولي للمسلمين : شنوا الغارة على أعداء الله فإني ضامن لكم الفتح والغنيمة فإن ذلك دنو المسلمين إلى بلاد المشركين وترغيبي إياهم على الجهاد والأجر والغنيمة التي تقسم لهم وقبولهم وأما الراية التي كانت معك فتوجهت بها إلى قرية من قراهم ودخلتها واستأمنوا فأمنتهم فإنك تكون أحد أمراء المسلمين ويفتح الله على يديك وأما الحصن الذي فتح الله لي فهو ذلك الوجه الذي يفتح الله لي وأما العرش الذي رأيتني عليه جالسا فإن الله يرفعني ويضع المشركين قال الله تعالى ليوسف : { ورفع أبويه على العرش } وأما الذي أمرني بطاعة الله وقرأ علي السورة فإنه نعى إلي نفسي وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلّم نعى الله إليه نفسه حين نزلت هذه السورة وعلم أن نفسه قد نعيت ( نعيت : نعيت الميت نعيا من باب نفع أخبرت بموته فهو منعي واسم الفعل المنعى والمنعاة بفتح الميم فيهما مع القصر والفاعل نعى على فعيل يقال : جاء نعيه أي ناعيه وهو الذي يخبر بموته ويكون النعي خبرا أيضا . المصباح المنير ( 2 / 844 ) ب ) إليه ثم قال : لآمرن بالمعروف ولأنهين عن المنكر ولأجهدن فيمن ترك أمر الله ولأجهزن الجنود إلى العادلين بالله ( العادلين بالله : أي المشركين به ومنه حديث ابن عباس " قالوا : ما يغني عنا الإسلام وقد عدلنا بالله " أي أشركنا به وجعلنا له مثلا . النهاية ( 3 / 191 ) ب ) في مشارق الأرض ومغاربها حتى يقولوا : الله أحد أحد لا شريك له أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون هذا أمر الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلّم فإذا توفاني الله فلا يجدني الله عاجزا ولا وانيا ( وانيا : يقال : ونى ينى ونيا وونى يونى ونيا إذا فتر وقصر . ( 5 / 231 ) النهاية . ب ) ولا في ثواب المجاهدين زاهدا فعند ذلك أمر الأمراء وبعث إلى الشام البعوث .
( كر )