14054 - أخبرنا معمر عن الزهري عن كعب بن عبد الرحمن بن مالك عن أبيه قال : كان معاذ بن جبل رجلا سمحا شابا جميلا من أفضل شباب قومه وكان لا يمسك شيئا فلم يزل يدان حتى أغلق ماله كله من الدين فأتي النبي صلى الله عليه وسلّم يطلب له أن يسأل له غرماه أن يضعوا له فأبوا فلو تركوا لأحد من أجل أحد تركوا لمعاذ من أجل النبي صلى الله عليه وسلّم فباع النبي صلى الله عليه وسلّم كل ماله في دينه حتى قام معاذ بغير شيء حتى إذا كان عام فتح مكة بعثه النبي صلى الله عليه وسلّم على طائفة من اليمن أميرا ليجبره فمكث معاذ باليمن أميرا وكان أول من اتجر في مال الله هو ومكث حتى أصاب وحتى قبض النبي صلى الله عليه وسلّم فلما قدم قال عمر لأبي بكر : أرسل إلى هذا الرجل فدع له ما يعيشه وخذ سائره فقال أبو بكر : إنما بعثه النبي صلى الله عليه وسلّم ليجبره ولست بآخذ منه شيئا إلا أن يعطيني فانطلق عمر إلى معاذ إذ لم يطعه أبو بكر فذكر ذلك عمر لمعاذ فقال : إنما أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلّم ليجبرني ولست بفاعل ثم لقي معاذ عمر فقال : قد اطعتك وأنا فاعل ما أمرتني به إني رأيت في المنام أني في حومة ماء قد خشيت الغرق فخلصتني منه يا عمر فأتى معاذ أبا بكر فذكر ذلك له وحلف له أنه لم يكتمه شيئا حتى بين له سوطه فقال أبو بكر : والله لا آخذه منك قد وهبته لك فقال عمر : هذا حين طاب وحل فخرج معاذ عند ذلك إلى الشام قال معمر : فأخبرني رجل من قريش قال : سمعت الزهري يقول : لما باع النبي صلى الله عليه وسلّم مال معاذ أوقفه للناس فقال : من باع هذا شيئا فهو باطل .
( عب وابن راهويه )