13739 - عن عروة بن الزبير قال : شرب أبو الأزور وضرار بن الخطاب وأبو جندل بن سهيل بن عمرو بالشام فأتى بهم أبو عبيدة بن الجراح فقال أبو جندل : والله ما شربتها إلا على تأويل إني سمعت الله يقول : { ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات } فكتب أبو عبيدة إلى عمر بأمرهم فقال أبو الأزور : إنه قد حضرنا عدونا فإن رأيت أن تؤخرنا إلى أن نلقى عدونا غدا فإن الله أكرمنا بالشهادة كفاك ذاك ولم تقمنا على جزائه وإن نرجع نظرت إلى ما أمرك به صاحبك فأمضيته قال أبو عبيدة : فنعم فلما التقى الناس قتل أبو الأزور شهيدا فرجع الكتاب كتاب عمر إن الذي أوقع أبا جندل في الخطيئة قد تهيأ له فيها بالحجة وإذا أتاك كتابي هذا فأقم عليهم حدهم والسلام فدعا بهما أبو عبيدة فحدهما وأبو جندل له شرف ولأبيه فكان يحدث نفسه حتى قيل : إنه قد وسوس فكتب أبو عبيدة إلى عمر أما بعد فإني قد ضربت أبا جندل حده وإنه حدث نفسه حتى قد خشينا عليه أنه قد هلك فكتب عمر إلى أبي جندل أما بعد فإن الذي أوقعك في الخطيئة قد جرت عليك التوبة بسم الله الرحمن الرحيم { حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير } فلما قرأ كتاب عمر ذهب عنه ما كان به كأنما أنشط من عقال .
( ق )