13591 - عن القاسم بن محمد أن أبا السيارة أولع بامرأة أبي جندب يراودها عن نفسها فقالت : لا تفعل فإن أبا جندب إن يعلم بهذا يقتلك فأبي أن ينزع فكلمت أخا أبي جندب فكلمه فأبى أن ينزع فأخبرت بذلك أبا جندب فقال أبو جندب : إني مخبر القوم أني أذهب إلى الإبل فإذا أظلمت جئت فدخلت البيت فإن جاء فأدخليه علي فودع أبو جندب القوم وأخبرهم أنه ذاهب إلى الإبل فلما أظلم الليل جاء وكمن في البيت وجاء أبو السيارة وهي تطحن في ظلمتها فراودها عن نفسها فقالت له : ويحك أرأيت هذا الأمر الذي تدعوني إليه هل دعوتك إلى شيء منه قط ؟ قال : لا ولكن لا صبر لي عنك فقالت : ادخل البيت حتى أتهيأ لك فلما دخل البيت أغلق أبو جندب الباب ثم أخذه فدق من عنقه إلى عجب ( عجب ذنبه : العجب بالفتح : أصل الذنب . انتهى . المختار من صحاح اللغة ( 327 ) . ب ) ذنبه فذهبت المرأة إلى أخي أبي جندب فقالت : أدرك الرجل فإن أبا جندب قاتله فجعل أخوه يناشده الله فتركه وحمله أبو جندب إلى مدرجة الإبل فألقاه فكان كلما مر به إنسان قال له : ما شأنك ؟ فيقول : وقعت عن بكر فحطمني فأمسى محدودبا ثم أتى عمر بن الخطاب فشكا إليه فبعث عمر إلى أبي جندب فأخبره بالأمر على وجهه فأرسل إلى أهل الماء فصدقوه فجلد عمر أبا السيارة مائة جلدة وأبطل ديته .
( الخرائطي في اعتلال القلوب )