وقالوا إنما نريد أن نأخذ ما يهدى لها ولكن أن خفت أن تنكر ذلك عليك العرب فقل أوحى الله ذلك إلي فنزلت الآية في ذلك ت والله اعلم بصحة هذه التأويلات وقد تقدم ما يجب اعتقاده في حق النبي صلى الله عليه وسلّم فالتزمه تفلح .
وقوله وإذا لا تخذوك خليلا توقيف على ما نجاه الله منه من مخالة الكفار والولاية لهم .
وقوله سبحانه ولولا أن ثبتناك الآية تعديد نعمة على النبي صلى الله عليه وسلّم وروي أن النبي صلى الله عليه وسلّم لما نزلت هذه الآية قال اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين وقرأ الجمهور تركن بفتح الكاف والنبي صلى الله عليه وسلّم لم يركن لكنه كاد بحسب همه بموافقتهم طمعا منه في استيلافهم وذهب ابن الأنباري إلى أن معنى الآية لقد كادوا أن يخبروا عنك أنك ركنت ونوح هذا ذهب في ذلك إلى نفي الهم عن النبي صلى الله عليه وسلّم فحمل اللفظ ما لايحتمل وقوله شيئا قليلا يبطل ذلك ت وجزى الله ابن الأنباري خيرا وأن تنزيه سائر الأنبياء لواجب فكيف بسيد ولد آدم صلى الله عليه وسلّم وعليهم أجمعين قال أبو الفضل عياض في الشفا قوله تعالى ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيءا قليلا قال بعض المتكلمين عاتب الله تعالى نبينا عليه السلام قبل وقوع ما يوجب العتاب ليكون بذلك أشد انتهاء ومحافظة لشرائط المحبة وهذه غاية العناية ثم أنظر كيف بدأ بثباته وسلامته قبل ذكر ما عاتبه عليه وخيف أن يركن إليه وفي أثناء عتبه براءته وفي طي تخويفه تأمينه قال عياض C ويجب على المؤمن المجاهد نفسه الرائض بزمام الشريعة خلقه أن يتأدب بآدات القرآن في قوله وفعله ومعاطاته ومحاوراته فهو عنصر المعارف الحقيقية وروضة الآداب الدينية والدنيوية انتهى قال ع وهذا الهم من النبي صلى الله عليه وسلّم إنما كان خطرة مما لا يمكن دفعه ولذلك قيل كدت وهي تعطي أنه لم يقع ركون ثم قيل شيئا