زائدة التقدير وكفى ربك وهذه الباء إنما تجيء في الأغلب في مدح أو ذم وقد يجيء كفى دون باء كقول الشاعر ... كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا ... .
وكقول الآخر ... ويخبرني عن غائب المرء هديه ... كفى الهدي عما غيب المرء مخبرا ... .
وقوله سبحانه من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد الآية المعنى فإن الله يعجل لمن يريد من هؤلاء ما يشاء سبحانه على قراءة النون أو ما يشاء هذا المريد على قراءة الياء وقوله لمن نريد شرط كاف على القراءتين وقال ابن إسحاق الفزاري المعنى لمن نريد هلكته والمدحور المهان المبعد المذلل المسخوط عليه .
وقوله سبحانه ومن أراد الآخرة أي اراد يقين وإيمان بها وبالله ورسالاته ثم شرط سبحانه في مريد الآخرة ان يسعى لها سعيا وهو ملازمة أعمال الخير على حكم الشرع .
فاولائك كان سعيهم مشكورا ولا يشكر الله سعيا ولا عملا إلا أثاب عليه غفر بسببه ومنه قوله صلى الله عليه وسلّم في حديث الرجل الذي سقى الكلب العاطش فشكر الله له فغفر له .
وقوله سبحانه كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك يحتمل أن يريد بالعطاء الطاعات لمريد الآخرة والمعاصي لمريد العاجلة وروي هذا التأويل عن ابن عباس ويحتمل أن يريد بالعطاء رزق الدنيا وهو تأويل الحسن بن أبي الحسن وقتادة المعنى أنه سبحانه يرزق في الدنيا من يريد العاجلة ومريد الآخرة وإنما يقع التفاضل والتباين في الآخرة ويتناسب هذا المعنى مع قوله وما كان عطاء ربك محظورا أي ممنوعا وقل ما تصلح هذه العبارة لمن يمد بالمعاصي .
وقوله أنظر كيف فضلنا بعضهم على بعض الآية تدل دلالة ما على أن العطاء في التي قبلها الرزق وباقي الآية معناه أوضح من أن يبين .
وقوله سبحانه لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا هذه الآية خطاب للنبي صلى الله عليه وسلّم والمراد لجميع الخلق قاله الطبري وغيره