كنتم صادقين يريد في أن القرآن مفترى .
وقوله سبحانه فالم يستجيبوا لكم لهذه الآية تأويلان أحدهما أن تكون المخاطبة من النبي صلى الله عليه وسلّم للكفار أي ويكون ضمير يستجيبوا على هذا التأويل عائدا على معبوداتهم والثاني أن تكون المخاطبة من الله تعالى للمؤمنين ويكون قوله على هذا فأعلموا بمعنى دوموا على علمكم قال مجاهد قوله تعالى فعل أنتم مسلمون هو لأصحاب محمد عليه السلام .
وقوله سبحانه من كان يريد الحيوة الدنيا وزينتها الآية قال قتادة وغيره هي في الكفرة وقال مجاهد هي في الكفرة وأهل الرياء من المؤمنين وإليه ذهب معاوية والتأويل الأول أرجح بحسب تقدم ذكر الكفار وقال ابن العربي في أحكامه بل الآية عامة في كل من ينوي غير الله بعمله كان معه إيمان أو لم يكن وفي هذه الآية بيان لقوله صلى الله عليه وسلّم إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئى ما نوى وذلك أن العبد لا يعطى إلا على وجه قصده وبحكم ما ينعقد في ضميره وهذا أمر متفق عليه .
وقوله نوف إليهم أعمالهم فيها قيل ذلك في صحة أبدانهم وإدرار أرزاقهم وقيل إن هذه الآية مطلقة وكذلك التي في حم عسق من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه الآية إلى آخرها قيدتهما وفسرتهما الآية التي في سورة سبحانه وهي قوله تعالى من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد الآية فأخبر سبحانه أن العبد ينوي ويريد والله يحكم ما يريد ثم ذكر ابن العربي الحديث الصحيح في النفر الثلاثة الذين كانت أعمالهم رياء وهم رجل جمع القرآن ورجل قتل في سبيل الله ورجل كثير المال وقول الله لكل واحد منهم ماذا عملت ثم قال في آخر الحديث ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلّم ركبتي وقال يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار ثم قرأ قوله تعالى اولائك