هذا وقد تقدم .
وقوله في كتاب إشارة إلى اللوح المحفوظ قال ص ليبلوكم اللام متعلقة بخلق وقيل بفعل محذوف أي أعلم بذلك ليبلوكم انتهى ولئن قلت اللام في لئن مؤذنة بأن اللام في ليقولن لام قسم لا جواب شرط وقولهم إن هذا إلا سحر مبين تناقض منهم لأنهم مقرون بأن الله خلق السماوات والأرض وهم مع ذلك ينكرون ما هو أيسر من ذلك وهو البعث من القبور وإذ خلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس .
ولئن أخرنا عنهم العذاب أي المتوعد به إلى أمة معدودة أي مدة معدودة ليقولن ما يحبسه أي ما هذا الحابس لهذا العذاب على جهة التكذيب وحاق معناه حل وأحاط البخاري حاق نزل .
ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة الآية الرحمة هنا تعم جميع ما ينتفع به من مطعوم وملبوس وجاه وغير ذلك والإنسان هنا اسم جنس والمعنى أن هذا الخلق في سجية الإنسان ثم استثنى منهم الذين ردتهم الشرائع والإيمان إلى الصبر والعمل الصالح وكفور هنا من كفر النعمة والنعماء تشمل الصحة والمال والضراء من الضر وهو أيضا شامل ولفظة ذهاب السيئات عني يقتضي بطرا وجهلا إن ذلك بأنعام من الله تعالى والسيئات هنا كل ما يسوء في الدنيا والفرح هنا مطلق فلذلك ذم إذ الفرح انهمال النفس ولا يأتي الفرح في القرآن ممدوحا إلا إذا قيد بأنه في خير .
وقوله إلا الذين صبروا استثناء متصل على ما قدمنا من أن الإنسان عام يراد به الجنس وهو الصواب ومن قال أنه مخصوص بالكافر قال هاهنا الاستثناء منقطع وهو قول ضعيف من جهة المعنى لا من جهة اللفظ لأن صفة الكفر لا تطلق على جميع الناس كما تقتضي لفظة الإنسان واستثنى الله تعالى من الماشين على سجية الإنسان هؤلاء الذين حملتهم الأديان على الصبر على المكاره والمثابرة على سجية الإنسان هؤلاء الذين حملتهم الأديان على الصبر على المكاره والمثابرة على عبادة الله وليس شيء من ذلك في سجية البشر وإنما حمل على ذلك خوف الله