هذا الاعتراض بأن قال وما كان صلاتهم عند البيت إلا المكاء والتصدية قال ع والذي مربى من أمر العرب مربى من أمر العرب في غير ما ديوان أن المكاء والتصدية كان من فعل العرب قديما قبل الإسلام على جهة التقرب به والتشرع وعلى هذا يستقيم تغييرهم وتنقصهم بأن شرعهم وصلاتهم لم تكن رهبة ولا رغبة وإنما كانت مكاء وتصدية من نوع اللعب ولكنهم كانوا يتزيدون فيهما وقت النبي صلى الله عليه وسلّم ليشغلوه هو وأمته عن القراءة والصلاة .
وقوله سبحانه فذوقوا العذاب الآية إشارة إلى عذابهم ببدر بالسيف قاله الحسن وغيره فيلزم أن هذه الآية الآخرة نزلت بعد بدر ولا بد قال ع والاشبه أن الكل نزل بعد بدر حكاية عما مضى .
وقوله سبحانه إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله الآية لما قتل من قتل ببدر اجتمع أبناؤهم وقراباتهم فقالوا لمن خلص ماله في العير إن محمدا قد نال منا ما ترون ولكن أعينونا بهذا المال الذي كان سبب الوقعة فلعلنا ان ننال منه ثارا يريدون نفقته في غزوة أحد .
وقوله سبحانه فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون الحسرة التلهف على فائت وهذا من أخبار القرآن بالغيوب قبل أن تكون فكان كما أخبر ثم أخبر سبحانه عن الكافرين وأنهم يجمعون إلى جهنم والحشر الجمع .
وقوله سبحانه ليميز الله الخبيث من الطيب وقرأ حمزة والكسائي ليميز الله بضم الياء وفتح الميم وشد الياء قال ابن عباس وغيره المعنى بالخبيث الكفار وبالطيب المؤمنون وقال ابن سلام والزجاج الخبيث ما أنفقه المشركون في الصد عن سبيل الله والطيب هو ما أنفقه المؤمنون في سبيل الله قال ع روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن الله سبحانه يخرج يوم القيامة من الأموال ما كان صدقة أو قربة ثم يأمر بسائر ذلك فيلقى في النار وعلى التأويلين فقول سبحانه ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا