التثبيت بما يلقيه الملك في القلب بلمته من توهم الظفر واحتقار الكفار وبخواطر تشجعه قال ع ويقوي هذا التأويل مطابقة قوله تعالى سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب وعلى هذا التأويل يجيء قوله سالقى في قلوب الذين كفروا الرعب مخاطبة للملائكة ويحتمل أن يكون مخاطبة للمؤمنين .
وقوله سبحانه فاضربوا فوق الأعناق عكرمة هي على بابها وارد الرؤوس وهذا أنبل الأقوال قال ع ويحتمل عندي أن يريد وصف أبلغ ضربات العنق وأحكمها وهي الضربة التي تكون فوق عظم العنق دون عظم الرأس في المفصل كما وصف دريد بن الصمة فيجيء على هذا فوق الأعناق متمكنا والبنان قالت فرقة هي المفاصل حيث كانت من الأعضاء وقالت فرقة البنان الأصابع وهذا هو الصحيح لأنه إذا قطع البنان لم ننتفع صاحبه بشيء من أعضائه واستاسر وشاقوا معناه خالفوا ونابذوا وقطعوا وهو مأخوذ من الشق وهو القطع والفصل بين شيئين وعبر المفسرون عن قوله شاقوا أي صاروا في شق غير شقه قال ع وهذا وإن كان معناه صحيحا فتحرير الاشتقاق إنما هو ما ذكرناه وقوله فإن الله شديد العقاب جواب للشرط تضمن وعيدا وتهديدا .
وقوله سبحانه فذوقوه للكفار أي ذلكم الضرب والقتل وما أوقع الله بهم يوم بدر فكأنه قال الأمر ذلكم فذوقوه وكذا قرره سيبويه وقال بعضهم يحتمل أن يكون ذلكم في موضع نصب كقوله زيدا فأضربه وقوله سبحانه يا أيها الذين أمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا الآية يراد به متقابلي الصفوف والأشخاص أي يزحف بعضهم إلى بعض واصل الزحف الأندفاع على الآلية ثم سمي كل ماش إلى آخر في الحرب رويدا زاحفا إذ في مشيته من التماهل والتباطىء ما في مشي الزاحف وفي هذا المعنى شواهد من كلام العرب ونهى الله سبحانه