النبي صلى الله عليه وسلّم من طرق أن الله D استخرج من ظهر آدم عليه السلام نسم بنيه ففي بعض الروايات كالذر وفي بعضها كالخردل وقال محمد بن كعب أنها الأرواح جعلت لها مثالات وروي عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال أخذوا من ظهر آدم كما يؤخذ بالمشط من الرأس وجعل الله لهم عقولا كنملة سليمان وأخذ عليهم العهد بأنه ربهم وأن لا اله غيره فاقروا بذلك والتزموه وأعلمهم أنه سيبعث الرسل إليهم مذكرة وداعية فشهد بعضهم على بعض وشهد الله عليهم وملائكته قال الضحاك بن مزاحم من مات صغيرا فهو على العهد الأول ومن بلغ فقد أخذه العهد الثاني يعني الذي في هذه الحياة المعقولة الآن وقوله شهدنا يحتمل أن يكون من قول بعض النسم لبعض فلا يحسن الوقف على قوله بلى ويحتمل أن يكون قوله شهدنا من قول الملائكة فيحسن الوقف على قوله بلى قال السدي المعنى قال الله وملائكته شهدنا ورواه عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلّم وقوله سبحانه أن تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين الآية المعنى ليلا تقولوا أو مخافة أن تقولوا والمعنى في هذه الآية أن الكفرة لو لم يؤخذ عليهم عهد ولا جاءهم رسول مذكر بما تضمنه العهد من توحيد الله وعبادته لكانت لهم حجتان احداهما أن يقولوا كنا عن هذا غافلين والأخرى كنا تباعا لأسلافنا فكيف نهلك والذنب إنما هو لمن طرق لنا واضلنا فوقع شهادة بعضهم على بعض وشهادة الملائكة عليهم لتنقطع لهم هذه الحجة .
وقوله سبحانه واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا قال ابن عباس هو رجل من الكنعانيين الجبارين اسمه بلعم بن باعوراء وقيل بلعام بن باعر وقيل غيره هذا وكان في جملة الجبارين الذين غزاهم موسى عليه السلام فلما قرب منهم موسى لجؤا إلى بلعام وكان صالحا مستجاب الدعوة وقيل كان عنده علم من صحف إبراهيم