وغسما قال ص قد افترينا هو بمعنى المستقبل لأنه سد مسد جواب الشرط وهو أن عدنا أو هو جوابه على قول انتهى وقوله إلا أن يشاء الله ربنا يحتمل أن يريد إلا أن يسبق علينا في ذلك من الله سابق سوء وينفذ منه قضاء لا يرد قال ع والمؤمنون هو المجوزون لذلك وأما شعيب فقد عصمته النبوءة وهذا أظهر مما يحتمل القول ويحتمل أن يريد استثناء ما يمكن أن يتعبد الله به المؤمنين مما يفعله الكفار من القربات وقيل أن هذا الاستثناء إنما هو تسنن وتأدب وقوله وسع ربنا كل شيء علما معناه وسع علم ربنا كل شيء كما تقول تصبب زيد عرقا أي تصبب عرق زيد و وسع بمعنى أحاط وقوله افتح معناه أحكم وقوله على الله توكلنا استسلام لله سبحانه وتمسك بلطفه وذلك يؤيذ التأويل الأول في قوله إلا أن شاء الله ربنا .
وقوله سبحانه وقال الملأ الذين كفروا من قومه لئن اتبعتم شعيبا الآية أي قال الملأ لتباعهم ومقلديهم والرجفة الزلزلة الشديدة التي ينال الإنسان معها اهتزاز وارتعاد واضطراب فيحتمل أن فرقة من قوم شعيب هلكت بالرجفة وفرقة بالظلة ويحتمل أن الظلة والرجفة كانتا في حين واحد ت و الرجفة هي الصيحة يرجف بسببها الفؤاد وكذلك هو مصرح بها في قصة قوم شعيب في قوله سبحانه وأخذت الذين ظلموا الصيحة الآية وقوله سبحانه كان لم يغنوا فيها الضمير في قوله فيها عائد على دارهم و يغنوا معناه يقيمون بنعمة وخفض عيش وهذا اللفظ فيه قوة الإخبار عن هلاكهم ونزول النقمة بهم والتنبيه على العبره والاتعاظ بهم ونحو هذا قول الشاعر ... كان لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس ولم يسمر بمكة سامر ... .
قال ع فغنيت في المكان إنما يقال في الإقامة التي هي مقترنة بتنعم وعيش مرضي وقوله يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم كلام