وغير ذلك ثم تابع النهي عن تلك السنن الآفكة بقوله سبحانه ولا تتبعوا خطوات الشيطان وهي جمع خطوة أي لا تمشوا في طريقه قلت ولفظ البخاري خطوات من الخطو والمعنى ءاثاره انتهى وقوله سبحانه ثمانية أزواج اختلف في نصبها فقيل على البدل من ما في قوله كلوا مما رزقكم الله وقيل على الحال وقيل على البدل من قوله حمولة وفرشا وهذا أصوب الأقوال وأجراها مع معنى الآية والزوج الذكر والزوج الأنثى فكل واحد منهما زوج صاحبه وهي أربعة أنواع فتجيء ثمانية أزواج والضأن جمع ضائنة وضائن وقوله سبحانه قل آلذكرين حرم أم الأنثيين هذا تقسيم على الكفار حتى يتبين كذبهم على الله أي لا بد أن يكون حرم الذكرين فيلزمكم تحريم جميع الذكور أو الأنثيين فيلزمكم تحريم جميع الإناث أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين فيلزمكم تحريم الجميع وانتم لم تلتزموا شيأ يوجبه هذا التقسيم وفي هذه السؤالات تقريع وتوبيخ ثم اتبع تقريعهم بقوله نبؤنى أي أخبرونى بعلم أي من جهة نبؤة أو كتاب من كتب الله أن كنتم صادقين وأن شرط وجوابه في نبؤنى وقوله سبحانه ومن الابل اثنين ومن البقر اثنين قل آلذكرين حرم الآية القول في هذه الآية في المعنى وترتيب التقسيم كما تقدم فكأنه قال انتم الذين تدعون أن الله حرم خصائص من هذه الأنعام لا يخلو تحريمه من أن يكون في الذكرين أو في الأنثيين أو فيما اشتملت عليه أرحام الأنثيين لكنه لم يحرم لا هذا ولا هذا ولا هذا فلم يبق إلا أنه لم يقع تحريم قال الفخر والصحيح عندي أن هذه الآية لم ترد على سبيل الاستدلال على بطلان قولهم بل هي استفهام على سبيل الانكار وحاصل الكلام أنكم لا تعترفون بنبوءة أحد من الأنبياء فكيف تثبتون هذه الأحكام المختلفة انتهى وقوله سبحانه أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله