للمبالغة والتكثير وفي قوله تعالى هو التواب تأكيد فائدته أن التوبة على العبد انما هي نعمة من الله تعالى لا من العبد وحده لئلا يعجب التائب بل الواجب عليه شكر الله تعالى في توبته عليه وكرر الأمر بالهبوط لما علق بكل أمر منهما حكما غير حكم الآخر فعلق بالأول العداوة وبالثاني اتيان الهدى ت وهذه الآية تبين أن هبوط آدم كان هبوط تكرمة لما ينشأ عن ذلك من أنواع الخيرات وفنون العبادات وجميعا حال من الضمير في اهبطوا واختلف في المقصود بهذا الخطاب فقيل آدم وحواء وإبليس وذريتهم وقيل ظاهره العموم ومعناه الخصوص في آدم وحواء لان إبليس لا ياتيه هدى والاول اصح لان إبليس مخاطب بالإيمان باجماع وان في قوله فأما هي للشرط دخلت ما عليها مؤكدة ليصح دخول النون المشددة واختلف في معنى قوله هدى فقيل بيان وإرشاد والصواب أن يقال بيان ودعاء وقالت فرقة الهدى الرسل وهي إلى آدم من الملائكة والى بنيه من البشر هو فمن بعده وقوله تعالى فمن تبع هداي شرط جوابه فلا خوف عليهم قال سيبويه والتشرط الثاني وجوابه هما جواب في قوله فإما يأتينكم وقوله تعالى فلا خوف عليهم يحتمل فيما بين أيديهم من الدنيا ولا هم يحزنون على ما فاتهم منها ويحتمل لا خوف عليهم يوم القيامة ولا هم يحزنون فيه ت وهذا هو الظاهر وعليه اقتصر في اختصار الطبري ولفظه عن ابن زيد فلا خوف عليهم أي لا خوف عليهم امامهم قال وليس شيء اعظم في صدر من يموت مما بعد الموت فامنهم سبحانه منه وسلاهم عن الدنيا انتهى وقوله تعالى والذين كفروا الآية لما كانت لفظة الكفر يشترك فيها كفر النعم وكفر المعاصى ولا يجب بهذا خلود بين سبحانه أن الكفر هنا هو الشرك بقوله وكذبوا بآياتنا