قوله وقفوا على النار بمعنى دخلوها قاله الطبري ويحتمل أن يكون أشرفوا عليها وعاينوها وقولهم يا ليتنا نرد معناه إلى الدنيا وقوله سبحانه بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل الآية يتضمن أنهم كانوا يخفون أمورا في الدنيا فظهرت لهم يوم القيامة أو ظهر وبال ذلك وعاقبته فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه وقيل أن الكفار كانوا إذا وعظهم النبي صلى الله عليه وسلّم خافوا وأخفوا ذلك الخوف ليلا يشعر بهم أتباعهم فظهر لهم ذلك يوم القيامة ويصح أن يكون مقصد الآية الأخبار عن هول ما لقوه فعبر عن ذلك بأنهم ظهرت لهم مستوراتهم في الدنيا من معاص وغيرها فكيف الظن بما كانوا يعلنونه من كفر ونحوه وينظر إلى هذا التأويل قوله تعالى في تعظيم شأن يوم القيامة يوم تبلى السرائر وقوله سبحانه ولو ردوا لعادوا إخبار عن أمر لا يكون كيف كان يوجد وهذا النوع مما استأثر الله تعالى بعلمه فإن أعلم بشيء منه علم وإلا لم يتكلم فيه قال الفخر قال الواحدي هذه الآية من الأدلة الظاهرة على فساد قول المعتزلة لأن الله تعالى حكى عن هؤلاء أنهم لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وما ذلك إلا للقضاء السابق فيهم انتهى وقوله تعالى وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين هذا على تأويل الجمهور ابتداء كلام وإخبار عنهم بهذه المقالة وإن نافية ومعنى الآية عنهم التكذيب بالحشر والعودة إلى الله وقوله سبحانه أليس هذا بالحق الإشارة بهذا إلى البعث الذي كذبوا به في الدنيا وقولهم بلى وربنا إيمان ولكنه حين لا ينفع وقوله فذوقوا استعارة بليغة والمعنى باشروه مباشرة الذائق وبغتة معناه فجأة تقول بغتنى الأمر أي فجأني ومنه قول الشاعر ... ولكنهم بانوا ولم أخش بغتة ... وافظع شيء حين يفجأك البغت ... .
ونصبها على المصدر في موضع الحال وقولهم يا حسرتنا على ما فرطنا فيها نداء